حلول أهالي ريف حلب لانقطاع التغطية الخليويّة

هنا، في مدينة منبج بريف حلب الشرقيّ، يمرّ اليوم على انقطاع شبكة الاتصال الخليويّة أكثر من تسعة أشهر. بعد هذه المدّة، وبعد أن فقد الأهالي الأمل في عودة التغطية، بدأ الكثيرون يبحثون عن وسائل بديلةٍ تقوم مقام الاتصالات.

ولكنهـــــم عثــــروا على الحلّ؛ إذ بسبب موقع منبج الجغرافيّ، والذي يبعد عن الحدود التركية حوالي 40 كم فقط، وبواسطة مقويّاتٍ من صنع أبناء المدينة؛ أصبحت الشبكة التركيّة متوفرةً لدى العديد من البيوت. بالإضافة إلى انتشار مقاهي الإنترنت، والاتصال عبر الأقمار الصناعيّة، وعن طريق برنامجي السكايبي والفايبر وبعض البرامج الأخرى.

 

مدنٌ خارج التغطية

لم تكن منبج المدينة الوحيدة التي انقطعت عنها التغطية بهذا الشكل، بسبب قيام بعض المستغلين بسرقة أبراج التغطية ليبيعوها بطريقةٍ بدائية، بالإضافة إلى إغلاق مكاتب شركات الخليوي الخدمية في المناطق المحرّرة، مما جعل الدعم التقني شبه معدوم لهذه المناطق، الأمر الذي أدّى إلى خروج هذه المدن عن نطاق التغطية الخليوية.
وكـــما حدّثـنا أحــــد أصحــــاب مقاهي الإنترنت في منبج: "كان مصدر عطل التغطية هو انقطاع كبلٍ ضوئيٍّ في منطقة بستان الباشا بحلب، والمعروف أنها نقطة اشتباكاتٍ حامية. وقد حاولت لجنةٌ من الهلال الأحمر، مدعومةً بفريقٍ تقنيّ، إصلاح العطل، ولكن قنّاصات النظام نالت منهم، بعد إخلالها بالاتفاق، فسقط أكثر من شهيدين وبعض الجرحى. ومنذ ذلك الحين لم نسمع أي شيءٍ يخصّ إصلاح هذا الكبل".

 

وسائل بديلة

بعد أن قامت شركات الاتصال التركية ببناء أبراج تغطيةٍ ملاصقةٍ للحدود، أصبحت الشبكة التركية متوفرةً في كل بيتٍ في منبج. ولتزداد قوة الإشارة قام بعض الناس بزرع مقوياتٍ على أسطحة المنازل، لتصبح التغطية جيدة، ولكن بما يشبه وجود هاتفٍ أرضيٍّ في المنزل.
أما فيما يخص مقاهي الإنترنت فيقول أحد أصحابها لـ"عين المدينة": "إن توفير خدمة الإنترنت لمدينةٍ عانت على انقطاع الاتصالات أمرٌ لاقى استحساناً من الجميع، رغم أن الأسعار مرتفعة قليلاً عن أسعار المقاهي التي كانت تعتمد سابقاً خدمة ICDL. كما أن كثرة المقاهي اليوم جعلت العديد من الشباب يشترك من منزله عبر شراء مقوي (وايرلس)، إلى درجة أنني أتحدث مع جميع أصدقائي في المدينة عن طريق النت. عدا عن إقبال الكثير من الزبائن على المقهى للاتصال بأبنائهم أو أقربائهم في الخارج والاطمئنان عليهم".
ويضيف: "لقد خلق ذلك فرص عملٍ كثيرةٍ للعديد من الشباب العاطلين عن العمل والدراسة على حدٍّ سواء. إنه في النهاية أمرٌ جيد. وأصبحنا بغنىً عن شبكة الاتصال الخليوية".

 

حملة إغلاق شركة سيرياتل

في دمشق العاصمة، وبجهود بعض الناشطين ممن تتوافر في مناطقهم التغطية، تم إطلاق حملةٍ لإغلاق أكبر عددٍ من الخطوط المسبقة واللاحقة الدفع، بغرض محاولة تخفيض الاستفادة التي يجنيها رامي مخلوف، ابن خال الأسد، من عائدات هذه الشركة. ومهمة العاملين على الحملة هي تنبيه الأهالي إلى مدى خطورة الدفع لهذه الشركة التي تزايدت الأخبار حول تمويلها لبعض جهات الأمن والشبيحة.
وبسؤال أحد المشرفين على الصفحة قال: "أطلقنا الحملة في بداية شهر 11 من العام الحالي تقريباً. وكانت في البداية مجرّد فكرةٍ نطرحها كتعليقاتٍ في الصفحات الثورية على الفايسبوك. وبعد أن لاحظنا التجاوب بدأنا بإحصاء عدد الخطوط التي يتم إبلاغنا عن إلغائها على صفحات الأفراد المنضمين للحملة. وبعدها قررنا إنشاء صفحة تُجمع فيها الجهود. والآن، وبعد مرور شهرٍ على الحملة تمكَنا من إلغاء 4603 خط".
ويذكـــــر أن خســـــائر شــــركة سيرياتل قد تجاوزت الأربع مليارات ليرة سورية حتى الآن. وقد انخفضت قيمة السهم الواحد فيها إلى حوالي 30 ل. س. ويعود ذلك إلى انقطاع التغطية عن أغلب المدن والبلدات المحرّرة، الأمر الذي أصاب جزءاً كبيراً من جسم الشركة بالشلل.