جيش الدفاع الوطنيّ أو جيش الشبّيحة بدير الزور

مع العميد زهر الدين، على اليسار حازم الشعلان، على اليمين فراس العراقية

تقدّر أعداد شبّيحة ما يسمّى جيش الدفاع الوطنيّ بدير الزور، العاملة في كل من حيّي الجورة والقصور، بـ 400 إلى 500 عنصر، يقودهم حميدان العرسان، وهو ضابطٌ متقاعدٌ برتبة عميد، أعيد إلى الخدمة بعد اندلاع الثورة، ورُفع بعد ذلك إلى رتبة لواء. ويتألف هذا الجيش من عدة كتائبٍ أهمها ما يسمّى بكتيبة الصحوة، التي يتزعمها حازم الشعلان، المولود عام 1976 بحيّ العمال شرقيّ المدينة. وهو واحدٌ من أشهر المجرمين في المحافظة، ارتكب في مراهقته جريمة قتلٍ أمام أحد الملاهي الليلية فسجن لسنواتٍ عدّةٍ عقوبةً على ذلك، وما أن أطلق سراحه حتى قام بتأسيس عصابةٍ إجراميةٍ نفذت عدّة عمليات سرقةٍ وسطوٍ مسلح، إضافةً إلى تهريب المخدرات، ليعود إلى السجن مرةً أخرى، ولا يخرج منه إلا هرباً، بمساعدة جهاز الأمن العسكريّ، في الشهر السادس من عام 2012، بعد سيطرة الجيش الحرّ على أجزاء واسعةٍ من مدينة دير الزور، ليبدأ من حينها عمله كجاسوسٍ لهذا الجهاز على الثوار.
ويتحمل الشعلان المسؤولية عن قصف مقر الهيئة الشرعية، من خلال تحديد موقعها لطائرات الأسد، مما تسبّب بسقوط عددٍ من الشهداء. وبعد هذه الحادثة حامت الشبهات حوله مما دفعه إلى الفرار خارج الأحياء المحرّرة، ليظهر لاحقاً في حيّ الجورة المحتلّ، كواحدٍ من زعماء الشبّيحة، إلى جانب عامل المقهى السابق الملقب بـ (فراس العراقية)، الذي يعتبر نائباً للشعلان في قيادة ما يسمّى بكتيبة الصحوة، ومحمود النهر، العامل السابق في شركة خدماتٍ تتعهد تنظيفات المشفى العسكريّ بدير الزور، والذي برز هو الآخر كمخبرٍ وشبّيحٍ ثم قائدٍ لكتيبةٍ ثانيةٍ من جيش الدفاع تسمّى كتيبة "استرداد الحق"، التي تعمل هي الأخرى في الجزء الغربيّ المحتلّ من مدينة دير الزور، وتسيّر دورياتٍ داخل هذا الجزء وعلى أطرافه، وتقيم حواجز ثابتةٍ تدقّق في هويات المارّة بحثاً عن المطلوبين وفرضاً للهيبة والحضور على السكان، كما يفعل مروان الدندل وشقيقه الملقب زينكا، الفارّين من حي العمال المحرّر، على حاجزهم في شارع الوادي. ويشارك هؤلاء الشبّيحة عادةً إلى جانب المجموعات العسكرية والأمنية بالمعارك على الجبهات، كما حدث في مواجهات الحويقة والرشديّة وعياش، والتي قتل فيها العشرات منهم، من دون أن يحصل ذووهم على أي تعويضٍ أو بدلٍ ماديٍّ من النظام.
تتخذ مجـــموعـــــات الشبيـــــحة المنضوين تحت مظلة جيش الدفاع من مبنى اتحاد الفلاحين مقراً لها. ويتمتع قادتها وعناصرها بنفوذٍ واســـــعٍ تتيحه علاقاتهم القوية جداً بالأفـــرع الأمنية. وينتمي معظم أفراد هذه المجموعات إلى طبقاتٍ اجتماعيةٍ دنيا، ولأغلبهم سوابق إجراميةٍ في السرقة وترويج المخدرات وحبوب الهلوسة، إضافةً إلى أميّة أكثرهم وجهلــــهم بالقراءة والكـــــتابة. وتضـــــــاف إلى هذا النوع أعدادٌ أخرى من الشبّان المتحدّرين من قرى ريف دير الزور الغربيّ على وجه الخصوص، وبعض هؤلاء كان منتمياً شكلياً إلى كتائب الجيش الحرّ التي تشكلت في تلك المناطق بعد تحريرها، بدوافع النهب والسرقة وحماية مؤيدي النظام ومخبريه من انتقام الثوار. وهناك أيضاً جزءٌ ثالثٌ من هذا الجيش هم بعض أفراد جيش النظام المنشقين أو المتخلفين عن الالتحاق بقطعاتهم خوفاً من الجيش الحرّ، والذين آثروا تسوية أوضاعهم والالتحاق بمجموعات الشبّيحة المقاتلين. ويتم تجنيد كل هؤلاء من خلال شبكة سماسرةٍ ومخبرين، ينتشرون بشكلٍ خاصٍّ في المؤسسات الحكومية. ويتلقى عناصر جيش الدفاع رواتب شهريةٍ تصل إلى 20 ألف ليرة، مع ميزاتٍ أخرى كسلال المواد الغذائية المسروقة من مستودعات الهلال الأحمر، وبطاقاتٍ خاصةٍ للحصول على وقود التدفئة، وإطلاق أياديهم في سرقة المنازل التي هجرها أصحابها، كما يفعل مؤيد الحوت، المختصّ بنهب أثاث البيوت الخالية؛ وغير ذلك من المغريات التي تتفاخر عائلاتهم بالحصول عليها، دون أيّ خجلٍ من كون أبناء هذه العوائل هم مجرد خونةٍ ومجرمين ولصوص.