جنيف2 خلال أسابيع

 

جنيف2 خلال أسابيع...
الجربا: لن نذهب إلا لاستلام السلطة
فيصل المقداد: لا بديل للرئيس الأسد ولا حلول بدونه

تؤكد تصريحات رئيس الائتلاف السوري للمعارضة أن مشاركة الائتاف في مؤتمـر جنيف2، المتوقع انعقاده في 22 كانون الثاني المقبل، لن تكون إلا لاستلام السلطة، ووفق المعايير التي وضعتها الثورة وحملتها للــعالم، بحـسب تعبيره. ويــتحـدث المـعارضـــون السوريــون المــتحمّسون للمشـاركــة في جنيف2 عن وجود "تفاهمٍ مكتوبٍ" بين الولايات المتحدة وروسيا، يقضي بتشكيل هيئة حكمٍ انتقاليةٍ بصلاحياتٍ كاملةٍ خلال المؤتمر. وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي، إن الائتلاف حدّد عدّة خطواتٍ يعتبرها ضروريةً للوصول إلى جنيف2، وفي مقدمتها رفع الحصار عن المدن والقرى المحاصرة، وتوفير الغذاء والدواء للسكان، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ولاسيما 5000 امرأةٍ وطفلٍ منهم. ووصف صافي رفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين بـ"الشرطين الأساسيين، ليس فقط لأن تحقيقهما هو جزءٌ من بيان جنيف1، بل لأن نجاح المجتمع الدولي في ذلك سيؤكد قدرته على ممارسة الضغوط على النظام لاحقاً لتحقيق متطلبات بيان جنيف". وقلّل صافي من أهمية تصريحات الخارجية السورية التي رفضت أي طرحٍ لاستبعاد الأسد من العملية الانتقالية، وأضاف: "بالنسبة لالتزام سوريا ببيان جنيف1 فهذا لا خلاف حوله، فروسيا وقعت على تفاهماتٍ مع الولايات المتحدة التزمت فيها بتشكيل هيئة حكمٍ انتقاليةٍ بكامل الصلاحيات، ومن ثم فلن يستطيع النظام التملص من التزامات بيان جنيف1 إلا بخرق التفاهم الروسي الأمريكي". وينتظر من الائتلاف أن يسمّي أعضاء الوفد المشارك في جنيف2 في نهاية الشهر الجاري، وقبل إعادة انتخاب هيئته الرئاسية.

وفي الجانب الآخر لم تتغير لهجة نظام بشار الأسد حول هذا المؤتمر، إذ يؤكد جميع المسؤولين في هذا النظام أنه لن يكون هناك أيّ حديثٍ حول موقع بشار الأسد، ولن تمسّ صلاحياته الأمنية والعسكرية. وفي حديثٍ لقناة الميادين قال فيصل المقداد، نائب وزير خارجية الأسد: "إن الرئيس بشار الأسد يمثل سيادة سورية ووحدة شعبها وأرضها. ولو لم يكن الرئيس بشار الأسد على رأس القيادة لما بقيت سورية التي نعرفها". وأضاف المقداد أن "سورية المستهدفة سوف لن تكون سورية بغياب الرئيس الأسد". وأكد أن "الوفد الذي سيذهب إلى جنيف سيكون بعد توقيع الرئيس الأسد، وأيضاً سيحمل تعليمات وتوجيهات ومواقف وقراءات الرئيس الأسد، وأيضاً فإن الحلول سوف لن تتم إلا بموافقة الرئيس الأسد. وعلى هؤلاء أن يخرسوا وكفاهم كذباً على الجماهير، والعمل لإعادة الهدوء والاستقرار ليس لسورية وإنما لكل المنطقة". وحول الانتخابات الرئاسية القادمة في أيار 2014، شدّد المقداد أن بشار الأسد سيترشح فيها وأنه سيفوز، وبحسب قوله: "الغربيون في كل اجتماعاتهم المغلقة يقولون بأن لا بديل للرئيس الأسد، وإذا تقدم إلى الانتخابات فإنه سينجح حتماً، ويؤكدون أن البرنامج الذي وضعه الرئيس الأسد لإنقاذ سورية هو البرنامج القابل للتنفيذ. وعلى هؤلاء أن يخرسوا ونذهب إلى جنيف من دون شروط وتدخل". وفي الحديث ذاته شنّ المقداد هجوماً لاذعاً، وبألفاظٍ غير دبلوماسية، على الحكم السعوديّ، متهماً إيّاه بأنه لا ينتمي إلى شعبه.
وبحسب تسريباتٍ صحفيةٍ متواترة، فإن المبعوث الدولي ـ العربي، الأخضر الإبراهيمي، ونائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جيفري فيلتمان، سيقومان بالتوسط بين طرفي المباحثات في اليوم الثاني لانعقاد جنيف2، وذلك لتشكيل حكومةٍ انتقاليةٍ كاملة الصلاحيات، وفقاً لتفاهم أمريكيٍّ روسيٍّ سابق. وستتمّ دعوة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافةً إلى 25 وزير خارجيّةٍ آخر، للمشاركة في أعمال المؤتمر. وتتجه أغلب التوقعات إلى أن وزير خارجية إيران سيكون واحداً منهم، وخاصة في ظل التقارب الأمريكيّ الإيرانيّ، بعد الاتفاق الأوليّ حول الملف النوويّ.
وفي سياقٍ ذي صلة، أعلنت منظمة حظر السلاح الكيماويّ، من مقرّها في لاهاي، أن منظومة الأسلحة الكيماوية لبشار الأسد سيتمّ تدميرها في البحر المتوسط، وعلى متن سفينة أمريكية، باستخدام تقنية التحليل المائي. وقالت المنظمة إنه "في الوقت الحالي، فإن السفينة المناسبة التابعة للبحرية تخضع لعمليات تعديلٍ تناسب القيام بتلك العمليات"، وبما يتيح للمنظمة التحقق من التخلص الكامل من الترسانة الكيماوية لبشار الأسد.