- الرئيسية
- مقالات
- الأرشيف
جبهاتٌ مشتعلةٌ وأخرى هادئة.. وجبهاتٌ على يسار الصراع
من محيط مطار دير الزور العسكري | عدسة أسامة | خاص عين المدينة
في الوقت الذي تبدو فيه المشكلة الإنسانية في مخيم اليرموك هي أول ما يمكن الانتباه إليه من أحداثٍ في دمشق وريفها، يتزايد التعتيم الإعلامي على معارك الريف الدمشقيّ. ولا يقتصر السبب على حصار المخيم ومنع جميع الموادّ الغذائية من الدخول إليه، واحتلاله المانشيتات العريضة لمعظم صحف وتلفزيونات العالم (وهو أمرٌ منطقيّ)، وإنما يعود هذا التعتيم إلى أن غالبية فصائل الجيش الحرّ والجبهة الإسلامية وغيرها ممن يقاتل في الغوطة الشرقية تقصد نقل الأخبار الميدانية عبر بياناتٍ تصدر عنها، لا عبر ما ينقله مراسلون صحفيون أو نشطاء إعلاميون.
وما يتسرّب عن المعارك أنها تتركز في منطقة المرج، وهو ربما ما يبرّر القصف الذي تتردّد أخباره بشكلٍ يوميًّ على قرى النشابية والبلالية ومرج السلطان وسواها. فيما تنحو الأجواء في جبهات المليحة وعين ترما وجوبر والقابون نحو الهدوء، في ظلّ تصاعد معارك خطوط إمداد الغوطة.
درعا تجدّد المواجهة..
كان صمود حيّ طريق السدّ في مدينة درعا تحت القصف والحصار منذ أشهر هو ما جعل القوى العسكرية التابعة للنظام تغيّر خطتها فيما يتعلق بالحيّ وبمخيم درعا. فمنذ أيامٍ قليلةٍ حاولت قوات النظام من جديدٍ التقدم تجاه الحيّ، عن طريق ضرب مراكز معينةٍ فيه اعتقدت أنها مراكز تجمع الجيش الحرّ، ثم تراجعت إلى الخلف واستأنفت القصف الجويّ، إلا أن ذلك لم يمكنها من احتلال الحيّ فتوجهت ريفاً. وبالفعل شهدت غالبية مناطق درعا المحرّرة قصفاً جوياً عنيفاً استهدف بالدرجة الأولى قرى الشيخ مسكين وإنخل وإبطع.
حمص.. الوعر من جديد
حتى الآن، لم تفلح محاولات قوات النظام اقتحام المدينة القديمة في حمص، بعد مضيّ أكثر من عامٍ على الحصار. إلا أن حيّ الوعر، الذي كان خارج خريطة الحصار إلى حدٍّ ما، والذي يضمّ غالبية مهجّري المدينة، ويفوق عدد سكانه 600 ألف نسمة؛ هو اليوم في مقدّمة الأحياء التي يستهدفها النظام، على الرغم من أنه قد تمّ تحييد الحيّ مدةً من الزمن، في ظل استمرار المواجهات في بقية الأحياء وتوجه المدنيين إليه.
وفي ريف حمص تشهد غالبية القرى المحرّرة قصفاً شبه يوميٍّ، من تلبيسة إلى الرستن والدار الكبيرة والغنطو. في حين يستمرّ حصار بلدة الحصن وقطع كافة الموارد عنها منذ أشهر، مع العلم أن أخبار المنطقة شبه مقطوعةٍ ولم يتسرّب منها حتى اليوم سوى محاولات التوصل إلى هدنةٍ لفكّ الحصار، واعتقال عناصر من "جيش الدفاع الوطني" لأكثر من 20 مدنياً من الحصن كانوا يحاولون إدخال مواد غذائيةٍ إليها، بينما تشهد قرية الزارة القريبة ظروفاً أقل شدّةً بعد فكّ الحصار عنها جزئياً.
جبهة الساحل.. جبهة تبادل القذائف
مــنذ أكـثر مــــن شهـــــرٍ لم يتغيّر الوضــــع في كلٍّ من جبلي الأكراد والتركمان ومصيف سلمى بريف اللاذقية، حيث يتم قصف تلك المناطق يومياً بالبراميل المتفجرة والصواريخ، بينما تقوم قوات الجيش الحرّ باستهداف مراصد النظام القريبة من المناطق المحرّرة بقذائف الهاون، إضافةً إلى استهداف مواقع تجمع النظام في صلنفة وقمة النبي يونس بصواريخ الغراد التي أدّت، منذ أسبوعٍ، إلى دمار أكثر من ثلاثة مواقع بشكلٍ جزئيّ.
الشمال والشرق... صراع قوى
تختلف أخبار مدينتا حلب والرقة وريفيهما عن بقية المناطق. فحلب، التي تتعرّض للاستهداف بالبراميل المتفجرة يومياً، يتمّ فيها تبادل السيطرة على قرى الريفين الشمالي والغربي بين قوات الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، من جهةٍ أخرى.. إلا أن آخر الأنباء تفيد أن تنظيم الدولة قد غادر غالبية مناطق حلب فيما لا يزال القوة المسيطرة على الرقة وريفها، مع خروج قوات الجبهة الإسلامية من تلك المناطق.
وتبقى دير الزور على يسار صراع القوى هذا، إذ تستمرّ الاشتباكات في معظم أحيائها، وبخاصة حيّ العمال، حيث يسجّل الجيش الحرّ تقدماً، إضافةً إلى استمرار سيطرته على آخر المواقع التي تقدم إليها في جبهة المطار العسكري.