إحدى قاعات المحاضرات | من موقع الجامعة
"جامعة ابن خلدون الخاصّة":
أولى الجامعات في المناطق المحرّرة
فضلاً عن بدء طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية بالدوام ضمن المناطق المحرّرة، وتأسيس عددٍ من المدارس والمعاهد الخاصّة؛ فإن استحداث جامعاتٍ أيضاً هي خطوةٌ مهمّةٌ على طريق حفظ مستقبل الطلاب الذين توقفوا عن دراستهم منذ سنتين.
لعلهـــم قلائـــل أولئــك الطلبــة الذين ما زالوا يكملون دراستهم ضمن الجامعات الواقعة في مناطق النظام، هكذا يقول الطالب "إسماعيل. أ"، بعدما وضعته ظروفه أمام أمرين لا ثالث لهما؛ إما الدخول في دوامة الخطر والتعرض للموت بهدف متابعة دراسته، أو إيقافها وضمان أمانه وانتظار ميعاد الفرج على كل السوريين. إذ إن أغلب الطلبة الجامعيين من أبناء مدينة منبج يدرسون في جامعة حلب، وظروف هذه الجامعة، والطريق الخطر إليها، والأمن والشبّيحة المزروعون فيها، بالإضافة إلى الطلبة الشبّيحة الذين يزوّدون أجهزة المخابرات بتقارير عن زملائهم؛ كلّ هذه الوقائع والظروف جعلت التفكير في متابعة الدراسة ضرباً من المستحيل.
ونتيجة لما سبق، بالإضافة إلى وجود العديد من أساتذة الجامعات ممّن ينتمون إلى المناطق المحرّرة؛ تمّ تأسيس جامعة ابن خلدون العالمية الخاصة، وفق هذه الأهداف والتوجّهات المعلنة:
1. إتاحــــة فرص الدراســــة والتخصّص في ميادين المعرفة الإنسانية عامة والإســلاميّة خاصـــة، والقيـام بالبحث العلمي وتشجيعه.
2. الاعتـناء بالإسـلام عقـيدةً وسلوكــاً، وبالحضارة الإسلامــية ونـــشر تراثها، والاعتزاز بها.
3. تعزيز الانتماء لسوريا وللأمة العربية والإسلامية، وتوثيق الروابط مع الهيئات والجامعات العربية والعالمية.
وتحاول جامعة ابن خلدون أن تشمل أوسع شريحةٍ من حملة الشهادات الثانوية، إذ إنها أول جامعة تقبل شهادات الائتلاف، بالإضافة إلى الشهادات الصادرة عن وزارة التربية لدى النظام. وقد أعلنت الجامعة عن بدء قبول طلبات الانتساب للعام الدراسي 2014-2013، وما زال باب التسجيل مفتوحاً إلى الآن.
وكما أخبرنا الأستاذ جاسم السيد، أحد الإداريين العاملين في الجامعة، فإنها تشتمل ثلاثة فروع، وهي: الشريعة والدراسات الإسلامية، والاقتصاد والإدارة، وعلوم الحاســــوب. وفي المســـــتقبل تنـــوي الجامعة افتتاح فروعٍ أخرى. وهي مؤسسة تعليمية غير ربحية، ستقدم منحاً للدراسة مجاناً للطلبة المتميزين أخلاقياً والمتفوقين دراسياً، وقد تصل هذه المنح إلى نسبة 50 بالمئة من مجموع الطلبة المنتسبين.
وللاطلاع بشكلٍ تفصيليٍّ على ما تقدمه الجامعة من خدماتٍ وما تشترطه من شروط، قال السيد: إن المعدّل المطلوب في الفروع الثلاثة يجب أن لا يقل عن 60% من المجموع العام للثانوية العامّة، دون إهمال مادة الديانة الإسلامية، إذ إنها تحتسب مع المعدل. أما فيما يخصّ نظام الجامعة فقد اعتمدنا النظام الفصلي وليس نظام الساعات، إذ تتضمن كل سنة فصلين دراسيين مدفوعي الرسوم، بالإضافة إلى فصلٍ تكميليٍّ مجاني.
وعن سؤالنا عن مدى الاعتراف بالشــهادات التي ستصـــدر عن الجامعــة، أجاب السيد: "روتينياً أي جامعة تستحدث تبدأ بعملها ثم تُعدّ ما لديها من سجلاتٍ تُذكر فيها أسماء أعضاء الهيئة التدريسية، والموظفين الآخرين، وعدد الطلبة، وأوراق ثبوتية أخرى، ويتم تقديمها إلى منظمة اليونسكو واتحاد الجامعات العربية. وقد قمنا بذلك وقدمنا طلب اعتراف. وكما قلت لك، فإن الأمر روتيني. ولكن في حال لم يتم ذلك ستعتبر جامعة ابن خلدون فرعاً لجامعاتٍ أخرى موجودةٍ في الدول العربية، تمّ التنسيق معها بهذا الشأن. إذن في الحالتين ستنال جامعة ابن خلدون الاعتراف".
أما بالنسبة للإقبال الطلابي، فأثناء وجود "عين المدينة" في مقرّ شؤون الطلاب لاحظنا توافد الطلاب بغرض التســـــجيل. والمهــــــمّ في الأمــــر أن أغلـــب المراجعين هم ممن يدرسون في جامعات النظام، ويريدون أن يحوّلوا دراستهم إلى جامعة ابن خلدون.