ثورة داعش الثقافية.. التنظيم يفتتح "مكتبتين" في منبج والميادين

أعلن ما يعرف بديوان الدعوة والمساجد التابع لتنظيم داعش عن افتتاح ما أسماه (مكتبة منبج العامة) في مدينة منبج بريف حلب في شهر آذار الماضي، بعد أن سبق له افتتاح أخرى شبيهةٍ في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور.

محتويات المكتبة وروّادها

"ما شاء الله، أعتقد أن المكتبة من المكتبات الجيدة وحتى الوحيدة بالعالم يمكن الموجود فيها كلشي عن الإسلام؛ التوحيد، الحديث.."، بهذه الكلمات وصف أحد روّاد مكتبة داعش في منبج الغرفتين اللتين تتكون منهما المكتبة التي تحوي ما لا يزيد عن 1000 عنوانٍ اقتصر جلها على كتب الحديث والفقه والتفسير والعقيدة لابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي، بحسب ما قال مسؤول المكتبة. وإذ يعمد التنظيم إلى إتاحة بعض هذه الكتب للمطالعة، فإنه يهدف أيضاً إلى بيع معظمها، إلى جانب العطور والمساويك المتوافرة أيضاً في مشروع داعش الثقافيّ، الذي يقوم أيضاً بتوزيع منشورات التنظيم الدعوية والإعلامية (المطويات) ومجلةٍ محليةٍ حملت اسم المكتبة العامة ذات البضعة رفوف. ورغم الدعاية التي بثها التنظيم عن مكتباته، اقتصر روّادها على عناصره المسلحين الذين يظنون أنها المكتبة الإسلامية الوحيدة في العالم، وبعض الفضوليين والمراهقين الزائرين لمرّةٍ واحدة.

ما الغرض؟

تأتي هذه الخطوة بعد إقدام التنظيم على اقتراف سلسلةٍ من الإجراءات الظلامية بحقّ المكتبات والكتب في مناطق سيطرته، بدأت بإغلاق مكتبات المراكز الثقافية التي استولى التنظيم على مبانيها وحوّلها إلى مقرّاتٍ لاستخداماته الأخرى، وانتهت بإحراق آلاف الكتب العلمية والثقافية والتاريخية التي احتوتها تلك المكتبات –ومن ذلك ما حدث في منبج نفسها- بحسب ما أفاد به بعض الشهود، ونهب الكتب التي صودف أنها تتماشى مع توجهات التنظيم، لتشكل النسبة العظمى من كتب المكتبتين اللتين افتتحهما. وهذا ما يؤكده مسؤول مكتبة منبج بقوله: "إنّ سبب تأسيس المكتبة هو تواجد مجموعة من الكتب في المدينة حاولنا تجميعها في مكانٍ واحد"، مضيفاً أن الهدف من إنشاء المكتبة هو "نشر التوحيد".

يجاهد تنظيم داعش للظهور بمظهر الدولة التي تنشئ وتمتلك مؤسّساتها الخاصة، ومن ذلك افتتاحه لهاتين المكتبتين البائستين على أنقاض ما تمّت سرقته وحرقه من المكتبات السورية. في الوقت الذي يحرص التنظيم على ترويج أفكاره التي سبق أن وضحت معالمها بعد قيامه بحرق أكثر من 10 آلاف كتابٍ، من بينها ما يزيد عن 700 مخطوطةٍ نادرةٍ تعود لعصورٍ تاريخيةٍ مختلفةٍ، في المكتبة المركزية للموصل، في شهر شباط الماضي، بحجة الشرك والكفر والردة. ويتوقع أن تعمم داعش تجربتها "الثقافية" هذه في مدنٍ أخرى من الأراضي الخاضعة لسيطرتها.