قناص من الجيش الحر - دير الزور | عدسة كرم | خاص عين المدينة
ثوار ديرالزور, نحن ندافع عن الجميع
سكـــان الاحياء المحتلة : قلوبنــا معــكم لكــن لا تقــاتلوهــم هنا
عندما انتشر الجيش الحر في أجزاء من دير الزور العام الماضي، ونتيجةً للقصف العنيف على أحياء الجبيلة والموظفين والحميدية والعمال والشيخ ياسين والعرضي، نزحت الغالبية العظمى من الأهالي إلى أماكن مختلفة. لكن كثيراً منهم لجأ إلى أحياءٍ ظلت تحت سيطرة النظام، وانتهى المطاف بقسمٍ كبيرٍ منهم في حيي القصور والجورة، حيث توجد قوات الحرس الجمهوري. وتم تقسيم المدينة إلى أحياءٍ محاصرةٍ تحت سيطرة الجيش الحر، وأحياء محتلة.
لم يستطع الجيش الحر، وبعد أكثر من عامٍ، تحرير المدينة. وذلك بسبب جبروت النظام وهمجيته، وقلة الدعم العسكري. لكنه حال دون دخول قوات النظام الأحياء التي يسيطر عليها، رغم القصف بالطيران والدبابات والمدفعية. ونتيجة لهذه الحالة، وجريان الحياة بشكل طبيعي في الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام، وما يشاع عن وجود انتهاكات هناك لعادات وأخلاق أهل المدينة نتيجة انتشار الشبيحة، نشأت حساسيةٌ بين قسمي المدينة، وصلت إلى درجة إعلان بعض الكتائب أنها ستقوم بضرب قوات النظام هناك، مما اثار حفيظة الأهالي خوفاً على حياتهم. وقد عمل النظام جاهداً على توظيف هذه الحالة في مصلحته. وللاطلاع أكثر على حقيقة ما يجري كان التحقيق التالي: يقول عبد الرحمن، شاب من حي الجورة: شاركت في الثورة منذ بدايتها. واعتقلت في إحدى المظاهرات. ولكن ظروف عائلتي أجبرتني على المكوث هنا بين هؤلاء الخنازير. سبب الحساسية لدينا تجاه الجيش الحر هو استهتار الكثير منهم بمأساتنا. قذائف الهاون التي يقوم الجيش الحر بإطلاقها تنزل عندنا. وقد أصيب البعض واستشهد بعضٌ آخر.
بينما يرى أبو محمد، وهو قائد كتيبة في الجيش الحر، أن أهالي تلك الأحياء نسوا الثورة وانشغلوا بأمور الحياة. إنهم لم يقدموا لنا شيئاً، نحن الذين نحمل أرواحنا على أكفنا من أجل أن نعيش كلنا بأفضل الأحوال. كل عائلة هناك لديها شباب، لماذا لا يأتون للقتال معنا؟
أليست هذه مدينتهم؟ أم أنهم لا يفلحون إلا بالتنظير والفلسفة؟
وعن الهاون، يقول أبو محمد: نحن نقوم بضرب المقرّات الأمنية. وهناك نسبة خطأ. وعلى الأهالي عدم التواجد بالقرب من تلك المقرات أياً كان السبب. نحن في حالة حرب، وعلى الجميع أن يعي ذلك.
ويقول أبو بلال، وهو من أهالي حي القصور: فقدت ثقتي بالجيش الحر. أنا لست مؤيداً، وأكره النظام أكثر من أي شيءٍ في الحياة، لكن هناك تصرفات غير مبررة! هل تعلم أن كل أزمة في الخبز أو الغاز يكون الجيش الحر وراءها، عندما تقوم حواجزه بمصادرة الطحين وصهاريج الغاز بحجة أنها للنظام!
أما مضر، وهو مقاتل في الجيش الحر، فيقول: الثورة تحتاج لمشاركة الكل. أنا طالب جامعي. تركت الدراسة والتحقت بالجيش الحر. لكنني أشعر بالأسى عندما أسمع بأن زملائي يقومون بتقديم فحوصهم هناك، وكأن البلد الذي تدمّر والشهداء والجرحى ليسوا منهم في شيء. لا تقولوا إنهم ثوار، إنهم يساعدون النظام على الاستمرار، فالنظام يقول "لدي دوائر ومدارس وجامعات، والكل على رأس عمله". وهذه حقيقة، اذهب إلى القصور والجورة لترى ذلك.
ويقول أبو احمد: أنا من سكان حي الجبيلة. لم يبق لي شيء في الحياة، بيتي تدمر، وتعبت من النزوح.
منذ بداية القصف هربت بعائلتي إلى الريف ثم إلى الرقة. وقررت في النهاية السكن هنا. أنا أعيل سبعة افراد، إذا لم أقبض مرتبي من الدولة من سيتكفل بي، هل سيقوم الجيش الحر بتأمين معيشتي؟؟
ويرى الحاج أبو بكر، من سكان حي الحميدية: هذا مؤشر على زرع النظام للفتنة بيننا. والكل يتحمل المسؤولية في ذلك، فالجيش الحر يجب أن يكون أكثر تعقلاً، والأهالي يجب أن يعوا أن السبب في كل ما يحصل هو قوة النظام. ليست هناك ذخيرة تكفي، ولو وجدت ما تأخر الجيش الحر عن تحرير سوريا كلها.