لم تثنِ اعتراضات الأهالـــي، في محافظة دير الزور، تنظيم الدولة الإسلامية عن قراره الأخير بإغلاق المدارس إلى أجلٍ غير مسمّى. وبحسب مقرّبين من التنظيم، لن يُعاد افتتاحها حتى تكتمل المناهج التعليمية الجديدة ولكافة المراحل، مما يعني انهياراً كاملاً لعملية التعليم بمجملها، وضياعاً حقيقياً لمستقبل آلاف الطلاب من أبناء المحافظة.
يقول بعض الآباء الغاضبين إنهم سيهاجرون بعيداً عن سيطرة التنظيم إلى أمكنةٍ يستطيعون فيها تعليم أبناءهم، ويرى آخرون في "التعليم المنزليّ" حلاً يمكن لهم تطبيقه، ويفكر البعض بافتتاح نقاطٍ أو خلايا تعليميةٍ في الأحياء باستخدام بعض البيوت. إلا أن جميع هذه المحاولات، إن كتب لها النجاح ونجت من تسلط التنظيم، لا يمكن أن تكون بديلاً عن التعليم في المدارس بشكله المعروف، ولن تحقق الأهداف المطلوبة من العملية التعليمية.
قبل سيطرة التنظيم على دير الزور لم يكن التعليم بخير، لكن مشكلاته كانت قابلةً للمعالجة، وكان يمكن للمبادرات التي تقوم بها هيئاتٌ ومؤسساتٌ محليةٌ أن تخفّف من آثار هذه المشكلات. وقبل سيطرة التنظيم أيضاً نجحت الحكومة المؤقتة، ومن قبلها الهيئة العليا للتعليم، في إجراء امتـــحانات الشهادتين الــــثانوية والإعدادية للعامــين الماضــيين.