داعش تفتتح معهداً لإعداد المعلمين في دير الزور
أعلن ما يسمّى بـ"ديوان التعليم" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، منذ قرابة الأسبوع، عن بدء العمل في "المعهد العالي لإعداد المعلمين في ولاية الخير".
بعد أن كان التنظيم قد أجبر المعلمين والمعلمات على الالتحاق بالدورات الشرعية للاستتابة في وقتٍ سابق؛ نصّ الإعلان على رغبة الديوان في استقبال دفعةٍ منهم لإخضاعهم لدورةٍ تأهيليةٍ بغية تحضيرهم للعمل في المجال التدريسيّ لجميع المراحل التعليمية، وفق اختصاصات العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية والرياضيات وعلم الأحياء ومواد أخرى، إضافةً إلى مدرّسي مواد المدارس المهنية؛ التجارية والصناعية والزراعية والتمريض. وحدّد الديوان شروط القبول بالكفاءة وتحمّل المسؤولية واجتياز الدورات والاختبارات المعدّة وفق "الشريعة"، كما يراها بالطبع.
وكان التنظيم قد أصدر عدّة تعميماتٍ تضمّنت مواعيد بدء العمل في معهد إعداد المعلمين، لكن دون أن يكون لهذا المعهد مبنىً أو مقرٌّ تقام فيه الدورات التي يدعو التنظيم إلى الالتحاق بها. إذ حُدّدت مواعيد وأماكن إعطاء الدروس في ثلاثة مساجد هي مسجد الإيمان في قرية الصَبحة ومسجد أبو بكر الصديق في قرية حطلة ومسجد بلدة الصوَر. وستعتمد هذه المساجد كمراكز لتقديم طلبات التسجيل وكنقاطٍ تعليمية. فيما لم يذكر التنظيم ما إذا كانت هناك رواتب شهريةٌ للذين سيتمّ تعيينهم ضمن ديوان داعش التعليميّ أم لا. وقال أحد المقرّبين من هذا الديوان إن موضوع المرتبات سيتمّ تحديده في وقتٍ لاحقٍ، بعد الانتهاء من الاختبارات. كما ذكر أن عدد المتقدّمين للدورات قد قارب الـ100، معظمهم من الذكور، بينما اقتصر حضور المعلمات على عددٍ قليلٍ جداً.
وتعود قلة عدد المعلمات المتقدّمات إلى عدّةٍ أسبابٍ، منها تشديد التنظيم على نوعٍ محدّدٍ ومتشدّدٍ من اللباس لا يتوافق وطبيعة المهنة. إذ قالت المعلمة ح. م، من إحدى قرى الريف الشرقيّ لدير الزور: "لست مضطرّةً إلى الخوض في مشاكل مع الحسبة من أجل لباسٍ لا يتناسب وعملي". في حين قالت معلمةٌ أخرى: "مو معقول لما أدرّس الولاد الصغار، ولمدة 6 ساعات، حاطة الكنوع ولابسة الدرع ومن صفّ لصفّ أعطي دروس. ما في شي يشجّع عالتدريس، لا المناهج ولا الرواتب". يأتي ذلك في الوقت الذي تخشى فيه بعض المعلمات من فصلهنّ من ملاك مديرية التربية في المحافظة وخسارتهنّ لسنوات الخدمة التعليمية في حال التحاقهنّ بمدارس التنظيم، رغم توقفهنّ عن استلام الرواتب بعد منع داعش الذهاب إلى مناطق النظام في حيّي الجورة والقصور المحاصرَين.
أما في ما يخصّ المعلمات المهاجرات، فتتولى العديد منهنّ مهام إشرافيةً على الدورات والاختبارات التي ستقام لتأهيل المعلمات الجدد والقديمات في "الولاية". وقد ذكرت المعلمة ح.م أنّه من المؤكد أن المهاجرات ستستلمن إدارة الكثير من المدارس في العام الدراسيّ القادم، بالرغم من أنّ معظمهنّ لسن من حملة الشهادات المؤهِّلة للتعليم، كما سيتمّ تعيين المهاجرات البريطانيات والفرنسيات كمدرّسات لغةٍ في مدارس الإناث، وكذلك الحال بالنسبة إلى مدارس الذكور، بحسب ح.م التي أضافت: "ما خلصنا من فيتامين واو أيام النظام، ولسّاه ملاحقنا أيام داعش".
الجدير بالذكر أنه تمّ تحديد موعد بدء العام الدراسيّ في مناطق التنظيم في مطلع شهر أيلول. وسيحدّد عدد المدارس التي سيتمّ افتتاحها وفقاً لعدد المعلمين الموجودين والناجحين في الدورات الشرعية والتأهيلية التي يجريها التنظيم في "الولاية".
واختصرت داعش، في نظامها التعليميّ الذي طبّق العام الفائت، عدد السنوات الدراسية إلى 9، تنتهي في الصفّ التاسع، وحذفت بعض الموادّ مثل التاريخ، الذي اعتبرته مجرّد أكاذيب، والجغرافيا، لأنها "غير نافعةٍ في شيء"، وكذلك الرسم والموسيقى والتربية الرياضية، لحساب مواد دينيةٍ بما يطابق منهجها الخاصّ. وفي المواد التي استبقتها حذفت بعض المفاهيم والموضوعات الأساسية؛ فحوّلت الرياضيات إلى مجرّد تعلّمٍ للعمليات الحسابية، واللغة العربية إلى تعلّمٍ للنحو بالتركيز على كتاب "ألفية ابن مالك". كما لم تسلم مواد العلوم والفيزياء والكيمياء أيضاً من اختصار بعض بحوثها الأساسية.