بالاستفادة من موظّفي وزارة التموين السابقين.. داعش يفتتح مكتباً للرقابة والتفتيش

منذ قرابة الأسبوع، أغلق ما يسمّى "مكتب الرقابة والتفتيش"، التابع لديوان الحسبة الداعشيّ، عدداً من المحالّ التجارية في كلٍّ من مدينتي الرقة والميادين، بتهمة وجود مواد غذائيةٍ فاسدةٍ (منتهية الصلاحية). وقد صادر التنظيم هذه الموادّ بعد أن قام باعتقال أصحاب هذه المحلات وأحالهم إلى محكمته الشرعية.

وكان التنظيم قد افتتح "مكتب الرقابة والتفتيش" في ما يطلق عليه ولايتي الرقة والخير مطلع الشهر الجاري، ومن مهامه الرئيسية مراقبة الأسعار وعمليات الغشّ والاحتكار في المحلات والأسواق التجارية، بالإضافة إلى الإشراف على السلع الواردة والصادرة إلى المناطق الأخرى وملاحقة المخالفات. ويقوم المكتب بإحالة مخالفات أصحاب المحالّ التجارية إلى القضاء للبتّ في أمرها.

وتقسم البنية الإدارية في مكتب الرقابة والتفتيش إلى ثلاثة أقسام، بحسب ما أفاد أحد العاملين -رفض الكشف عن اسمه- في المكتب لـ"عين المدينة":

  • القسم الصحيّ: يشرف على المسالخ والمذابح في الولايتين. ويضمّ، إلى جانب ذلك، ثلاث دورياتٍ تتشابه مهامها مع دوريات الرقابة التموينية السابقة. إذ تشرف الدورية الأولى على مراقبة المواد الغذائية منتهية الصلاحية، أو التي تعرّضت لسوء تخزينٍ، وإحالتها إلى مستودعات الرقابة والتفتيش بغرض إتلافها. وتعمل الدورية الثانية على مراقبة وفحص اللحوم والذبائح ومصادرة كلّ ما لم يذبح وفق الشريعة الإسلامية (ذبح حلال)، والتي لم تختم بأختام "الدولة الإسلامية"، ولم تزكّ تزكيةً شرعية. وتتخصّص الدورية الثالثة بمراقبة الأسعار والأوزان وعمليات التطفيف (الغش في الوزن) التي قد تجري في الأسواق.
  • قسم الحاسوب: وتتمّ فيه كتابة المخالفات التي تضبطها الدوريات وأرشفتها.
  • القسم الإداريّ: وتتمّ عن طريقه إحالة المخالفات المؤرشفة إلى قسم التحقيق والقضاء الشرعيّ، بعد التأكد مما إذا كانت لصاحب المخالفة مخالفاتٌ سابقة أم لا، ليتمّ إخطار المحكمة الشرعية بذلك.

وبالعودة إلى المسالخ التي يشرف القسم الصحيّ التابع للمكتب عليها في كلا المدينتين، فقد فرض تنظيم داعش على الذباحين العاملين في مسلخ الرقة إتمام دورةٍ شرعيةٍ قبل أنّ يجيز شرعيّ التنظيم لهم القيام بعملهم. فيما يقوم الأطباء البيطريون العاملون في المسلخ بفحص مطابقة الذبائح للمواصفات الصحية، وبعد انتهاء الفحص تذبح الذبائح وتسلخ وتنظّف وتختم بختم "الدولة الإسلامية" لتخرج إلى الأسواق. ويكون الختم بحسب نوع الذبيحة وجنسها (جمال، أبقار، أغنام، ماعز). وإلى جانب المسلخ أنشأ مكتب الرقابة والتفتيش مذبحاً آخراً للدجاج في مدينة الرقة.

بالاستفادة من الموظفين الحكوميين العاملين في المسالخ والتموين والرقابة الغذائية سابقاً، يقوم مكتب الرقابة والتفتيش التابع للتنظيم بعمله، دون أن تشهد مهامّ هؤلاء الموظفين تغيّراتٍ كبيرة. فيما لاقت حملة مصادرة البضائع، والتي شنتها دوريات الرقابة، استنكاراً شديداً من أصحاب المحالّ التجارية، وسط شكٍّ في نيّة التنظيم وادعائه القيام بإتلاف تلك المواد بعد مصادرتها.