يراقب العالم الهدنة في سورية بين قوات الأسد وحلفائه من طرف وتشكيلات الجيش الحر من طرف آخر، في يومها الثاني في وقت يكيل الجانبان الاتهامات لبعضهما في خرق هذه الهدنة .
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط ان الجيش الحر سيلتزم بوقف القتال رغم وقوع 15 انتهاكا على الاقل لوقف اطلاق النار مؤكدا ان الهيئة سترفع شكوى الى الامم المتحدة والدول التي تدعم الهدنة بشأن ضربات جوية حول مدينة حلب وهجمات لحزب الله اللبناني في مدينة الزبداني واليادودة في ريف درعا .
وأكد ناشطون ميدانيون ان قوات الأسد والطائرات الروسية اخترقت الهدنة في عدد من المناطق منها ريفي حماة وحمص .
وحذرت المعارضة السورية من انهيار الهدنة بسبب تلك الانتهاكات في حال استمرت على هذه الوتيرة أو في حال تصعيدها .
من الجانب الآخر .. قال رئيس مركز التنسيق الروسي في سورية سيرغي كورالينكو ان المركز سجل تسعة انتهاكات للهدنة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية إلا انه أكد ان اتفاق الهدنة متماسك بشكل عام .
وأوضح كورالينكو ان المعارضة قامت بهجوم من الأراضي التركية على مدينة تل أبيض شمالي محافظة الرقة مترافقا مع قصف مدفعي ثقيل من الجانب التركي مضيفا انه تم الاتصال بمركز التنسيق الامريكي في عمان للاستفسار حول هذا الهجوم .
وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت انها تلقت من واشنطن قائمة تضم 69 مجموعة أكدت موافقها على شروط الهدنة .
وفي هذا الصدد .. أقر المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا بوقوع حوادث متفرقة شابت الهدوء على مختلف جبهات القتال واصفا اليوم الأول من الهدنة بالايجابي .
ويبقى التحدي الأكبر هو السباق مع الوقت لاستغلال أيام الهدنة الأربع عشرة في حال صمودها في إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية للمحاصرين وإخراج الجرحى والمرضى من المناطق المحاصرة .
وكانت الهدنة بدأت منتصف ليل أول أمس بعد أن صادق عليها مجلس الأمن بالاجماع بالقرار 2268 ، في وقت دعا دي ميستورا لاستئناف المباحثات بين النظام والمعارضة في السابع من اذار المقبل .
وأكثر ما ترمي الهدنة الحالية إليه هو تمهيد الطريق وإتاحة الشروط المناسبة لإنقاذ المحادثات جنيف للتوصل إلى انتقال سياسي في سورية وهو ما يراه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا والذي توقع بان تسهم الهدنة في استئناف العملية السياسية المطلوبة في سورية لإنهاء القتال .
ومن مميزات هذه الهدنة أنها تشمل جميع التراب السوري في حين كانت أغلب الهدن السابقة محددة في نطاق تطبيقها كما ان هذه الهدنة تقرر بان المنظمات الإرهابيةيحددها مجلس الأمن الدولي .
يشار إلى ان عدد الهدن السابقة كانت كما يلي عام 2012 هدنتان .. عام 2014 هدنتان .. عام 2015 ثلاث هدن .
وفي هذا الإطار يبدي قادة عسكريون في الجيش الحر في حلب شكوكا كبيرة بمدى استمرارية الهدنة بعد أن شهدت جبهات المدينة وريفها خرقا في اليوم الأول منها بينما يرجح معظم القادة أنها قابلة للانهيار في أي لحظة .