المجلس المحليّ في الميادين... تحت المجهر!

عدسة عبود | الميادين

مع مرور عامٍ كاملٍ على تحرير الميادين، الذي تمّ فـي 22/ 11/ 2012، وبعد أكثر من عامٍ على تأسيس المجلس المحليّ فيها، تكتسب مراجعة عمل هذا المجلس أهميةً كبيرةً، في مدينةٍ يقدّر عدد سكانها الآن بـ 300 ألف، وهي المركز الاقتصادي والخدمي الأول في محافظة دير الزور حالياً.

خلال هذا العام من عمر ميادين التحرير مرّت على المدينة ثلاثة مجالس محليّة لم تكن على مستوى المسؤولية برأي غالبية الناس، إذ لم تتمكن من تحقيق ما يصبو إليه الشارع، باعتبارها مؤسسةً مهمتها تغطية الاحتياجات الأساسية للمواطن، على أقلّ تقدير، في الحرب الراهنة.
وقد أصبح المجلس الأخير، الذي يرأسه المهندس علي العثمان، حديث الشارع في الميادين بلا منازع. فهذا المجلس، وعلى مدار الشهور الأربعة الأخيرة، شهد العديد من حالات الاستقالة والعودة عنها، مما يعكس تذبذباً في القرارات وعدم وجود آليةٍ للتفاهم بين الأعضاء، ما انعكس على أدائه على الأرض.

 

معركة تأمين الخدمات

وإذا كـــــان تأمـــــين الخدمــــات الأساسية لحياة المواطنين أبرز ما يقع على عاتق المجلس، فالكهرباء مترنّحة لا يراها الناس سوى ثلاث ساعاتٍ يومياً في أحسن الأحوال، ولم يجد المجلس حتى اللحظة أي سبيلٍ لحلّ هذه المشكلة. و"من هذا الطريق؟ لا بل من ذاك"... عباراتٌ يتداولها الناس أثناء تفكيرهم بالذهاب إلى سوق الميادين، حيث الحفريات وتجمع المياه في منتصف الشارع عقبةٌ في طريق أعمال المواطن اليومية، إذ تتركز تجمعات المياه في الأسواق التجارية. وملف النظافة، الذي يقف المجلس أمامه عاجزاً على ما يبدو، بات أكثر ما يؤرّق المواطنين الذي أصابهم الملل من المجلس ومشاكله. إضافةً إلى ملفاتٍ عديدةٍ منها التعليم والإغاثة وشؤون النازحين وأمور الأمن والخدمات.
ولكي تتضح الصورة استطلعنا آراء بعض الناس، فقال أبو هاجر، وهو أبٌ لثلاثة أطفال، غاضباً: "لم أعد أهتمّ لأمر أكوام القمامة إن أزيلت أم لا، لأننا يئسنا من مناشدة المجلس المحلي بإزالتها، رغم أنهم يعلمون أنها مصدر الأمراض والأوبئة، ولم يتصرفوا كما يجب". بينما قال أبو عائشة، وهو صاحب محلٍّ تجاريّ: "يقوم المجلس بيــــــن الـحيــــن والآخر بإزالـــة القــــــمامة من الشوارع، ولا بدّ من التعاون معه لمساعدته في حلّ هذه المشكــــلة". في حين أكّــــد حسان أن فشل المـــــجلس يعود إلى المناطقــــــية المعــــــــــتمدة في سياسته. أما أبو أغيد، وهو أحد النازحيـن، فلم يسمــع بالمجلـــس المحلي أصلاً، ولم يشاهد أي نشاطٍ لهم. وقال: "لو كان هناك مجلسٌ محليٌّ لما رأينا أكوام القمامة تملأ الشوارع".

 

على كرسيّ الاعتراف

عدسة عمر | الميادين

عدسة عمر | الميادين

"عين المدينة" كانت في مقرّ المجلس المحليّ، لتنقل لأعضائه آراء الشارع عن نشاطهم، ولتستمع إلى ردودهم حول تلك المشاكل. فأجابنا أبو عمر، أمين سر المجلس، قائلاً: "إن تقصير المجلس في أعماله يعود إلى قلّة الدعم الذي يصل إليه. وعمل المجلس القليل يستمرّ بفضل دعم بعض المغتربين. وعلى الرغم من ذلك فإن المجلس يقوم بأعمالٍ قد لا يراها البعض، ولم نصرّح بها على الإعلام، حفاظاً على أمن الناس من غدر قوات النظام".
ويضيف أبو عمر: "نحن نقدّم قرابة 1.5 مليون ليرة ســـــورية شهرياً لكتيبة الأمن كــــرواتب، إضافــةً إلى تزويدهم بالذخيرة ووقود السيارات والطعام. كما قمنا بتأهيل المدارس للنازحين وللطلاب.

وقدّمنا للمشفى الوطنيّ ولمشفى الطبّ الحديــث الأدويـــة وبعــض الاحتياجــات". وعندما طلبنا من أبو عمر كشفاً بواردات المجلس ومصاريفه اعتذر عن ذلك بسبب عدم جاهزيتها. أما عن علاقتهم بالائتلاف فقال: لا يمكننا الاستغناء عن الائتلاف حتى لو لم يقدّم لنا الدعم!
ولعل قول الحاج أبو أحمد أبلغ ما يقال عن حال المدينة، حين سألناه ما الحلول، فأجاب: "الحلّ أن نرجع إلى ما قلناه في البداية (يا الله ما لنا غيرك يا الله).