القصير.... النموذج الأوضح لوقاحة النظام السوري في وجه التفوق الأخلاقي للثورة

عدسة حسين | خاص عين المدينة 

القصير.... النموذج الأوضح لوقاحة النظام السوري في وجه التفوق الأخلاقي للثورة

القصير_quser

لا تبدو معركة القصير من الجانب العسكري أكثر أهمية من مجمل المعارك الطاحنة الدائرة في الجغرافيا السورية، من درعا جنوباً حتى حلب وإدلب في الشمال ودير الزور في الشرق، إلا أن ميزة القرية ببساطة هي "وقاحة النظام السوري". الوقاحة هنا تختلف عن الدموية وسهولة القتل والقصف الجوي واستخدام السلاح الكيماوي ومجمل الجرائم الممارسة بشكل يومي من قبل قوات الأسد، إنما هي وقاحة استخدام الطرف الخارجي ذي الرابط الاستراتيجي الديني مع النظام، فالانتصار الذي يطلبه النظام هنا ليس انتصار سورية كما تردد وسائل إعلام النظام، وإنما انتصار حزب الله مدعوماً بالجيش السوري وليس العكس، وإعادة إثبات قدرته العسكرية ووجوده الإقليمي، هي معركة بين تحالف النظام السوري وحزب الله وبين الشعب السوري، وبكل وضوح.

في القصير، المنطقة الحدودية والريف المقسم بين دولتين، لم تأخذ المواجهات بدايةً صيغة تحالفية، فلم نجد مناطق لبنانية مثلاً تقاوم النظام السوري عسكرياً ولا حتى مظاهرات سلمية. كانت ولا زالت القصير مدينة سورية ثائرة بامتياز، إلا أن مقاومة النظام للحراك فيها اختلفت من خلال استقدام عناصر حزب الله إليها، ليتضح الموقف الإقليمي والمشروع الطائفي بغض النظر عن مدى الحاجة الفعلية للنظام السوري بإدخال يد غريبة في صراعه مع الثورة السورية، هو تفوق القصير وغيرها من المناطق السورية أخلاقياً كان السبب الأساسي في مطلق الانزياح الأخلاقي لدى نظام الاسد.

 

القصــــير ميـــدانيــــــــــاً

يعاني ثوار القصير وضعاً عسكرياً استثنائياً، فهم في مواجهة النظام السوري من جهة، وفي مواجهة تسرب عناصر حزب الله المدججين بالسلاح من الريف الغربي والجنوبي للمدينة من جهة أخرى ، إضافة إلى القصف الجوي المتكرر لتلك القرى الصغيرة، التي ما إن يسيطر عليها طرف حتى يخسرها فتخضع تارة لبطش حزب الله وتارة لتحرير الثوار، وخاصة قرى تل النبي مندو وجبهة منطقة جوسيه، وجبهة الريف الغربي التي تضم قرى البرهانية وأبو حوري والموح
حيث تتمركز قوات الجيش الحر الدفاعية.
إلا أن الطغيان العسكري لم يفقد الثوار الاستمرار على الأرض خاصة وأنهم وصلوا إلى مرحلة تأمين الحدود ومراقبتها وتصيد العناصر التي تحاول الدخول إلى ريف القصير. ومن الواضح أن جهود النظام السوري لا تنصب على المواجة المباشرة على الأرض بقدر ما هي تسهيل أمور دخول عناصر حزب الله وتأمين الطرقات لهم، إضافة إلى تأمين ترحيل جثثهم ليشيعوا كضحايا للنظام السوري في لبنان. ويحاول ثوار القصير دك مواقع حزب الله في الداخل اللبناني بطريقة منظمة غير عشوائية قائمة على إحداثيات ومعطيات عسكرية تحصر الوجود العسكري للحزب على الحدود والمنافذ التي يستخدمها عناصره للدخول إلى القصير. والواقع يشير إلى أن سيطرة الثوار على الأرض هي الأقوى الآن، وأن معركة القصير ليست مجرد حسم مواقع وسيطرة على قرى بقدر ما هي ردع لتدخل خارجي سافر وكشف لتعاون إقليمي ضد الشعب.يصف أحد إعلاميي المنطقة معنويات المقاتلين من الجيش الحر بأنها عالية جداً رغم صعوبة المعركة،
بينما يروي الممرض العامل في المنطقة، ربيع اسماعيل، أن الفريق الطبي لم يعد يستطيع استيعاب العدد الكبير من الجرحى والمصابين، نظراً للنقص في الكوادر الطبية المجهزة، وكذلك قلة التجهيزات والعدد.