في مقبرة مدينة دير الزور، وبجانب العميد عصام زهر الدين، يظهر الملازم المجند محسن هوّاش. وهو مهندسٌ زراعيٌّ التحق بالخدمة الإلزامية عام 2010، ومدّد اندلاع الثورة سنوات خدمته حتى الآن. ولا يبدو هوّاش، بحسب ما يكتب على صفحته على الفيسبوك، متذمراً من هذا التمديد، بل هو سعيدٌ برفقة زهر الدين سفاح حمص وريف دمشق ودير الزور الشهير، وسعيدٌ أيضاً لأنه صار مميزاً في عيون أبناء بلدته "سلحب"، التي تضعه صفحة عشاقها في قائمة الأبطال الذين تفاخر بهم، كما يتفاخر به شقيقه صاحب وكالة الأثاث المنزليّ المستعمل، والمسروق على الأرجح من المدن والقرى التي نهبها محسن، كأحد أفراد الحرس الجمهوريّ. ولا يشير أي تعبيرٍ في وجه هذا الجنديّ إلى أنه أمضى سنواتٍ خمساً في الجامعة بين طلابٍ سوريين، بعضهم من المدن التي أحرق ونهب بيوتها. ولا تظهر في عينيه أيّة علاماتٍ على عدم الانسجام مع المحيط الإجراميّ لجيش بشار الأسد. بل يبدو تجانسٌ قد يكون أصلياً، أو طرأ مع اللحظة الأولى التي أطلق فيها المهندس الزراعيّ السابق أولى طلقات بندقيته على رأس مدنيٍّ تظاهر لكي ينعم السوريون كلهم بحياةٍ أفضل، بمن فيهم محسن وشقيقه بائع الأثاث المنزليّ المسروق.