السلاح النوعي بين أخذ ورد خارجيات الدول العظمى والدبلوماسية العالمية تكتفي باحتمال تجريم الأسد

إعداد ـ محرر الأخبار

تقف وزارات خارجات الدول الكبرى والجوار السوري بين أخذ ورد في مسألة تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية، فما إن ينطق وزير خارجية ما بكلمة ذات دلالة ومضمون واضح حول التسليح، حتى تغطي عليه دبلوماسية دولة أخرى وتقدم مخاطر التسليح وامتداد الصراع، لتبقى مسألة تقديم السلاح النوعي القادر على قلب المعادلة السورية بين أخذ ورد، وتغطيه مواقف الدول ذات الأثر في المسألة السورية بمجموعة تصريحات تندد بأعمال العنف وتدعو إلى الحوار، أو تهدد شخصيات معينة في النظام لفظياً لا أكثر...
الخارجية الأمريكية بدأت تميل تجاه تمرير السلاح النوعي وفق تصريحات مسؤوليها وموقف خارجيتها التي جاءت على لسان وزير خارجيتها جون كيري بادر بالقول إن السلاح سيذهب في سورية إلى أطراف مضمونة مناقضاً لمجموعة من المواقف الغربية التي تخوفت من وصول السلاح إلى أطراف غير مضمونة، ومناقضاً للموقف الأمريكي السابق.
وما إن مالت بعض الدول تجاه تسليح الجيش الحر والكتائب المقاتلة على الأرض السورية حتى برز الموقف الأممي المعارض لذلك على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعم إجراء محادثات حول احتمال تقديم شكوى ضد الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفق ما جاء في مقابلة له مع صحيفة نمساوية، إلا أن مون اختتم حواره بالحديث عن مخاطر تسليم سلاح إلى المعارضة السورية بالقول: "في حال وصلت أسلحة إلى أطراف النزاع، فان هذا الأمر لن يسهم سوى في إطالة المواجهة وإيقاع المزيد من الضحايا.

 

أوباما وعبد الله... موعد لنقاش انعكاسات الثورة السورية على الأردن

خطورة الوضع السوري لم تغادر حديث ملك الأردن عبد الله الثاني الذي يحضر لاستقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث وجد أن محورية هذه الزيارة كونها تأتي في ظل الأوضاع العامة والربيع العربي، دون أن يتطرق إلى حيثيات الزيارة وتفاصيل إمكانيات الدعم الأمريكي لموقف الأردن سواء في قضية اللاجئين السوريين على الحدود السورية التركية أو الانعكاسات السياسية للثورة السورية على الأردن.

وفي الوقت الذي ابتعد فيه ملك الأردن عن طرح القضية السورية كقضية مفصلية في لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي، رأت وسائل إعلام غربية أن زيارة أوباما لن تخرج عن نطاق الوضع السوري وأن غلاف العلاقات الاقتصادية بين الأردن والولايات المتحدة من الصعب أن يكون مبرراً لزيارة الزعيم الأمريكي إلى الأردن في هذا الوقت بالتحديد.

 

الغارديان... معسكرات لتدريب قوى علمانية سورية في الأردن

بعد مجموعة من التسريبات حول وجود معسكرات لتدريب للجيش الحر في الأردن، كان من اللافت للنظر ما سربته صحيفة الغارديان البريطانية عن تدريب دول أوروبية لمتمردين سوريين في الأردن "حسب وصفها" في محاولة من تلك الدول لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على الانضباط في حال سقوط نظام الأسد، التسريب الذي عقبت عليه الخارجية البريطانية نافية مشاركة أي جنود بريطانيين في التدريب العسكري المباشر لمعرضين سوريين على الرغم من وجود عدد قليل منهم من بينهم وحدات من القوات الخاصة البريطانية في البلاد لتدريب الجيش الأردني، بينما أوضح مصدر الغارديان من الأردن بأنه مطلع على عمليات التدريب وبأن ما يجري هو تدريب جنرالات منشقين بينما رأت مصادر غربية أخرى أن عمليات التدريب هذه هي لحماية مخيم الزعتري من ضربات النظام السوري المتوقعة عليه.
شروط روسيا .. لافروف يصر على تحييد الأسد
"نحن لسنا ضمن لعبة تغيير النظام السوري" هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حوار معه في هيئة الإذاعة البريطانية حيث كرر حليف النظام السوري تأكيده على أن حل الأزمة لن يجري طالما أن هناك شرط لدى المعارضة هو رحيل الأسد مكرراً جملة .. "نحن ضد التدخل في الصراعات الداخلية. وهذا موقفنا الذي يجب ألا يكون مفاجأة لأحد"، بينما عبر عن سعادته في ختام الحوار بقوله "المناقشات الأخيرة واللفتات الأخيرة من المعارضة وتصريحات بعض من يؤيدون المعارضة تلمح إلى أنهم سيكونون مستعدين لبدء مفاوضات مع فريق تفاوضي ما دون أن يطلبوا تنحي الأسد."

كان الموقف الأوضح هو من الأطرف الأقل تأثيراً من الناحية العملية وهو جامعة الدول العربية بحكم عدم امتلاكها قوى ردع وسلاح، إلا أنها سمحت لأعضائها بتقديم السلاح للثوار في الداخل داعية للائتلاف الوطني السوري المعارض لشغل مقعد سوريا في الجامعة، وشددت الجامعة في آخر اجتماع لوزراء خارجيتها على حق كل دولة وفق رغبتها بتقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر.
موقف الجامعة لقي الترحيب من للائتلاف الوطني على لسان المتحدث باسمه "وليد البني" بالقول: "أن يأتي متأخراً خير من أن لا يأتي أبداً".