الحرية لأبو الهادي قائد شبّيحة سلحب

تمرّ على بلدة سلحب، وآل غبارة بالتحديد، أوقاتٌ عصيبةٌ هذه الأيام. إذ وقع رأس دفاعها الوطنيّ ونجم شبّيحتها أبو الهادي، حازم غبارة، في الأسر بعد أن اختطفته جماعةٌ أخرى من شبّيحة صافيتا أو دفاعها الوطنيّ، منذ عشرين يوماً، بكمين.

وفي مقطعٍ مصوّرٍ بثه الخاطفون قبل أيامٍ على شبكة الإنترنت، ظهر أبو الهادي عارياً تقريباً، مكبل اليدين والقدمين، يبكي ويرجو شقيقه أن يفعل كل ما يستطيع لجمع مبلغ الفدية المطلوب لإطلاق سراحه: «أحمد.. ببوس إيدك يا خيي ببوس إيدك.. إلي معك 26 مليون، وفي 10 مليون عند أهلي، وفي 70 ألف [دولار على الأرجح] بالخزنة. بيع دهبات مرتي، والفيلا ارهنها.. بيعها. ببوس إيدك يا خيي تدبر 200 مليون من تحت الأرض». المبلغ كبيرٌ بلا شك، ويكاد يأكل كل ما جناه أبو الهادي من أموالٍ خلال سنوات «الأزمة»، لكن لا بأس، فالمهم ألا يترك أسيراً في هذه الحال: «أمتعذب كل يوم كتير. أبقى بدي شي، بدي إرجع لولادي بس».

لم يبادر شبّيحة صافيتا بالاعتداء، ولم يكونوا سباقين بالخطف، بل أرادوا فقط رد الاعتبار وكسر رأس «هالحيوان، اللي أبيعرف مع مين علقان» حين خطف، قبل أشهر، رجلاً ثقيلاً من صافيتا، وقبض فديته 50 مليون ليرةٍ كما قيل، بل وأجبر أهله -قبل ساعاتٍ من إطلاق سراحه- على توجيه بطاقة شكرٍ «لشباب سلحب» وللدفاع الوطنيّ فيها، و«على رأسهم الأستاذ حازم غبارة أبو الهادي»، لجهوده «في إطلاق سراح السيد إبراهيم..». ربما كان لاعتداء حازم أولاً على «جماعة صافيتا» دورٌ في تخفيف وطأة ما حدث على أشقائه وكظم غيظهم، لكن أن يصوَّر هكذا في هذا الوضع المهين، ثم ينشر المقطع على صفحات الفيسبوك، ليتسلى برؤيته «العلاكين وولاد الحرام» ويشمت به نكرات الناس، فهذا ما لا يطيقه آل غبارة ولا شبّيحة سلحب الذين يهابهم الصغير قبل الكبير في سهل الغاب ومحافظة حماة كلها. وللصبر حدودٌ قد تنتهي بحرق الأخضر واليابس في صافيتا «إذا ما بيطلع خيي حازم خلال 24 ساعة»، كما كتب أحد إخوته في منشورٍ غاضبٍ على الفيسبوك، قبل أن يحذف ما كتب، انصياعاً للعقل وانتظاراً للمفاوضات التي لم تنته بعد مع الخاطفين. وخلال الانتظار يتشارك محبو «أبو الهادي» مقطعاً يجمع صوراً مختلفةً له، في وقفاتٍ شامخةٍ باللباس العسكريّ، وإلى جانب سياراتٍ ودراجاتٍ ناريةٍ حديثة، أو بجانب أسدٍ مضافٍ ببرنامج الفوتوشوب، أو حاملاً طفله هادي كأبٍ آدميٍّ وحنون. وترفع أغنية «عفوك يا مولاي»، المصاحبة للصور، درجة التأثر بـ«ما خليت لي ولا غالي، عفوك يا مولاي».

في تسجيلٍ مسرّبٍ يقسم قحطان، شقيق حازم، بـ«حق الإمام علي» إنهم يساعدون الفقراء، ولم يؤذوا علوياً، ولا مرشدياً ولا مسيحياً، ويحدد نطاق عملهم بـ«السنّية بس». ويعترف: «خطفنا مسلحين.. خطفنا سنّية»، فـ«السنّية قتلتنا.. هرتنا هري وما ضل ولا علوي».