قد يستغرب الكثيرون عندما نتحدث عن المجال الرياضيّ الآن، رغم أننا نسمع عن تشكيل كثيرٍ من المنظّمات والمجالس. ففي كلّ يومٍ جديدٌ في حلب،، ولكنها عموماً في إطار الواجبات والأساسيات كالإغاثة والكهرباء والتعليم ومجالس الأحياء...
«الرياضة حياة»... هذه ليست كلمة الديكتاتور الراحل، بل هي حقيقةٌ يعرفها كل الرياضيين، وخصوصاً في حلب. فحسب إحصائيات 2011 ـ 2012 كان هناك أكثر من 200 ملعبٍ خاصٍّ (بالإيجار) في حلب وريفها، عدا عن باحات المدارس. أما التراجع الكبير لمستوى الرياضة السورية في الترتيب العالمي والآسيوي، وحتى في الدوريّات المحلية، من سوء التجهيز بالكوادر الرياضيّة؛ فقد أرجعه أغلب الرياضيين إلى الفساد الذي كان موجوداً في كل الدوائر الرياضية.
ولذلك قرّر الشباب الرياضيّ الحرّ تشكيل (الاتحاد الرياضيّ السوري الحرّ)، الذي هو، كما جاء في نظامه الداخلي: مؤسسةٌ نقابيةٌ مستقلةٌ تتمتع بالاستقلالية المطلقة إدارياً ومالياً بعيداً عن أي جهة سياسية أو حزبية أو عرقية. وقد كانت مدينة حلب الحاضن الرياضي المناسب لتأسيس هذا الاتحاد، الذي يهدف إلى توحيد الرياضيّين في مؤسّسةٍ واحدةٍ تشارك باقي المؤسّسات في بناء الدولة الـــــــــجديدة. وقد اعتمـــــد الاتحـــاد مبدأ التصويت في اتخاذ القرارات أو وضع بنود النظام وتعديلها، بموافقة ثلـــثي أعضــاء مـــجلــس الإدارة.
وقـــــد لقي هذا العمل إعجـــاب كثــيرٍ من الرياضيّــــين، بينمـــــا اعتقـــــد آخرون أنه سيكون مرآةً للمنظّمـات الــريـاضــــية السورية القديمــة، ولــن يقدّم شيئاً جديداً. وقالوا إن من سلبيات هذا الاتحاد الواضحة البطء في العمل، وعدم وجود أماكن جيدة للتدريب، وعدم امتلاك الأموال لإنجاز تغييرٍ جذريٍّ في الرياضة السورية. ولكن أفضل إيجابيات هذا الاتحاد تبقى في أنه نظّم مشاركة الرياضيين في الثورة السورية، وجمعهم في مؤسسةٍ واحدة. وهي سياسياً قفزةٌ نوعيةٌ للمعارضة الداخلية والنشاط المدني، الذي يُبرز، مرّةً بعد مرّة، أنه قويٌ وقادرٌ على تحمّل مسؤولية أعباء الدولة القادمة...