الحكومة الجديدة... وكلامٌ مكرّر
لا شيء جديداً في الإعلان عن تكليف الدكتور أحمد طعمة الخضر بتشكيل حكومةٍ موقتة، فاسم الرجل مطروحٌ منذ مدّة، وهو محلّ اتفاقٍ بين أكثر من جهة، داخلياً وخارجياً.
وبالمقابل، لا جديد يمكن أن يضيفه السوريون إلى تمنيّاتهم التي أطلقوها عند كلّ مناسبةٍ وعدتهم فيها المعارضة السياسيّة بتغيير، سواءً على صعيد التشكيلات أو رئاستها، أم المحاولة السابقة لتشكيل حكومةٍ انتقالية. ولكن، لا بدّ من تكرار بعض الكلام.
فالمطلوب من رئيس الحكومة الدقّة في اختيار الكفاءات، بغضّ النظر عن أيّ اعتباراتٍ أخرى. والمطلوب من أعضائها بذل أقصى الجهود في أداء ما يترتّب عليهم من مسؤوليات. والمطلوب من بقيّة أطياف المعارضة السياسيّة التعاون بأفضل صوره، والبُعد عن الكيديّة وسياسة التحزّبات.... إلخ.
غير أن المطلوب الأصعب في مثل هذه المناسبات هو ذلك الذي يُوجَّه عادةً إلى السوريين في الداخل والخارج، وهو الصبر ومنح الحكومة الوقت الكافي لتستبين أولى معالم جهودها.
ولكن، إذا كان كلّ ما سبق معروفاً، لماذا لم تنجح جهودٌ ومحاولاتٌ عديدةٌ سابقة؟
لأننا، وبكلّ بساطة، نطلب كلّ ما سبق من سوانا، لا من أنفسنا. فغيرُنا من ينبغي عليه أن يدقّق ويعمل بجدٍ ويبتعد عن الميول الشخصيّة، أما نحن فلا بأس أن نعمه في مزيجٍ من الكسل والفوضى والنزوعات والطموحات الفرديّة، طالما أننا خرجنا للتظاهر في يومٍ ما، أو شكّلنا كتيبة راكدة، أو امتشقنا البوستات الزاعقة...
لنتغيّر... من أجل هؤلاء الذين يعيشون الموت والرعب كلّ يوم.