في العدد صفر من مجلة عين المدينة نجرب الصحافة لأول مرة في مناخ حر ,اتاح لنا ان نصدر هذه المجلة استجابة لضرورات عدة ,في تكريس ثقافة الثورة وابراز وجهها الحضاري في الحفاظ على الممتلكات وتشغيل المرافق العامة واعمار ما تهدمه آلة الخراب الاسدية
نتطلع في عملنا هذا الى ابراز معطيات الواقع المتغيرة,ومعالجة افرازات الثورة من نافع فيها وضار,وبين ما يحسب لهذه الثورة من انجازات وما يحسب عليها ,في مجتمع ازاح سلطة الظلم ويحاول ان ينتج سلطة اخرى ,تخدمه ولا يخدمها ,تخاف عليه ولا يخاف منها
عين المدينة مجلة نصف شهرية وستحمل في طياتها مواضيع عدة من لقاءات وتحقيقات ومقالات رأي وغير ذلك من الاخبار المحلية والعامة وخاصة الاخبار التي لم تنل حظها في العرض والتحليل ,ونلاحق قصص البطولة والتضحية لمدينتنا التي لاقت الأهوال من خراب ورعب وتهجير ,وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين,والتي وللاسف غابت عن الاعلام ولم تنل الاهتمام الذي تستحق,بتقصير من ابنائها اولا وباهمال من الآخرين ثانيا حيث لم تظهر صورتضحياتها ودمارها الا قليلا في وسائل الاعلام مع انها كانت اول من اخرج المظاهرات الكبرى واول من اسقط طائرة واول من حرر مطار ,ولم تزل تضرب وفي كل يوم مثلا في الشجاعة والبطولة والثبات
سنرصد المظاهر البناءة ونسلط الضوء على الفوضى والانحرافات التي قد تحدث هنا وهناك ,وسنحرص ان تكون مجلتنا خطوة نحو صحافة حرة كانت حلما مستحيلا واصبحت اليوم قريبة المنال ,وان تشكل بارقة امل وبشارة خير دون تجاهل للمخاطر التي تحيق بنا ,فلا أمان مع دوي المدافع وهدير الطيارات ,ولا استقرار مع نصف مليون نازح ,ومثلهم من العاطلين عن العمل ,وغير ذلك من المظاهر المؤلمة التي لن تثني من عزائم السوريين في المضي قدما وحتى النصر