اعتقال وعد شاليش.. وشائعات القرداحة تجعله جاسوساً لإسرائيل

قبل شهر تقريباً، ألقت مخابرات النظام القبض على وعد جابر شاليش، قائد ميليشيا "سرايا الوعد". تعددت الأقاويل في مدينته القرداحة عن سبب "التوقيف"؛ قضايا جنائية حسب روايات، والتجسس لحساب إسرائيل حسب روايات أخرى.

التجسس اتهام غير متوقع لشخص مثل وعد، جدته لأبيه شقيقة حافظ الأسد، وعمه قائد الحرس الشخصي الأشهر للأسد الأب، ثم للابن، ذو الهمة شاليش. من حيث الظاهر لا توجد لدى وعد أي دوافع ليكون جاسوساً على سلطة عائلية ينتمي لطبقتها العليا، ويحظى بكامل الامتيازات الاستثنائية لهذا الانتماء.

لكن من غير المتوقع أيضاً، أن تكون أفعال شائعة في أوساط "نبلاء" القرداحة، مثل تجارة المخدرات والدخان والسطو المسلح وقطع الطرقات، وغيرها من الأفعال الطائشة، سبباً يوجب الاعتقال، لا سيما وأن القضايا المسجلة ضد وعد قليلة جداً وقد تقادمت، ومنها افتتاحه معمل صغير -سرعان ما تعثر- لحبوب الهلوسة (كبتاغون) في منزل يملكه، بحي الزراعة في اللاذقية، وكذلك شحنة حشيش فاشلة، صودرت صدفة في طريقها إلى حلب.

سلط اعتقال وعد الضوء على حياته الخاصة في أحاديث أهالي القرداحة اليوم، فجعلته بعضها ضحية تسلط زوجته بسمة، ابنة عمه المتصابية؛ التي سجلت أملاكه باسمها، وتركته بلا مورد كافٍ يغطي نفقاته في لعب القمار من ناحية، والفوز بقلوب نساء مُكلِفات من ناحية أخرى- وجعلته أشبه بمريض نفسي يهيم على وجهه بسيارته (الغواصة) في طرقات الجبل، أو يجلس صامتاً في مقاهي آخر الليل وحده دون مرافقة.

أحياناً يقع في حبال امرأة ماكرة تتلاعب فيه وتفوز بما تستطيع من أعطياته، وفي أحيان أخرى يقع -وهو الرجل الوسيم البالغ (45) عاماً- في هوى طالبة جامعية، ولا يحاول، كما الشائع، أن يبتزّها أو يجبرها -رغم قدرته- على الاستجابة. فهو مسالم ولطيف لا يخرق القوانين إلا للضرورة، أو إثباتاً لحضور عرضي ما على قائمة اهتماماته، أو تلبية لإحدى نزوات زوجته، التي أرادت أن يكون ابناها (علي) و(هبة الله) متفوقين، فأُدخلت الإجابات إليهما في قاعة الامتحان، ليحصل الولد على المرتبة الأولى وشقيقته على الثانية بين الناجحين في "البكالوريا الأدبي" على مستوى اللاذقية في العام الماضي.

في البداية لم يبدِ وعد حماسة أقرانه لأي نشاط عسكري بعد اندلاع الثورة، بل ظل منشغلاً بشأنه الخاص. وفجأة، وبما يخالف طبيعته المسالمة، بدأ في أوائل العام 2016 بتأسيس ميليشيا "سرايا الوعد" تحت جناح "قوات الدفاع المحلي" المدعومة من الإيرانيين، ثم نقل تابعيته إلى الروس في العام التالي، وغيّر اسم قواته إلى "قوات سرايا الوعد العاملة مع الأصدقاء الروس"، قبل أن يترك القيادة لآخرين، ويكتفي برئاسة شبه فخرية للميليشيا التي تآكل عددها مع مطلع العام الحالي، قبل أن تتلاشى ويبقى منها صفحة إخبارية نشطة على فيسبوك.