- الرئيسية
- مقالات
- صياد المدينة
آل الطبل وسناء دعدوع والفيل يا ملك الزمان
سناء دعدوع وزهير رمضان
بعد أشهرٍ من غيابها عن الاحتفالات والأنشطة العامة التي تموّلها باسم شركتها قسورة، ظهرت سناء دعدوع مكرَّمةً قبل أيامٍ في افتتاح مهرجان حماة المسرحيّ في دورته الجديدة التي أقيمت تحت شعار «مسرحنا.. صمودنا».
بهذا الظهور والتكريم من قبل زهير رمضان، نقيب فناني الأسد، تقديراً لدورها في تمويل المهرجان، تبدو دعدوع متغلبةً على المحنة التي ألمّت بعائلتها في محل إقامتها في مدينة بانياس، حين ثار أهالي حيّ القصور الموالي للنظام هناك ضد عائلة الطبل، إثر تعدي أبنائها بالضرب وإطلاق النار على بائع مازوتٍ من أبناء الحيّ، ما آلم قاطنيه الذين تشدّهم روابط الطائفة والمنبت الريفيّ والفقر، إزاء «سنّية» العائلة الوافدة من محافظة إدلب، وإزاء الدعم والثروة الطائلة التي تتمتع بها. خرج أهالي الحيّ في مظاهرةٍ انتهت باعتصامٍ أمام مقرّ شركة قسورة، ليحيّوا «سيادة الرئيس» ويجددوا له الفداء بالدم والروح ويناشدوه أن يؤدب «دواعش الداخل» هؤلاء.
أحرج السلوك الطائش لأبنائها، وأولاد عمهم وأتباعهم، سناء دعدوع، وهي القائد الروحيّ لعائلة الطبل ووجهها الحكيم الذي تولى كتابة بيان الاعتذار والتبرّؤ من تصرّف بعض الأبناء المسيئين. وأحسّت طبعاً بالحزن ونكران الجميل وهي صاحبة اليد البيضاء التي لم تتخلف عن رعاية الاحتفالات الخيرية في مدن الساحل من اللاذقية إلى طرطوس، ولا عن جمع أرامل وأيتام قتلى من قوات الأسد في ولائم كبيرةٍ في كلّ مناسبةٍ وطنيةٍ ودينية، بل إنها أنفقت الكثير على تركيب أطرافٍ بديلةٍ لجرحى، وتكفلت بتزويج بعضهم أحياناً. لم يشفع لها كل ذلك أمام الحاقدين ممن أطلقوا حملةً على أساسٍ طائفيٍّ ضد أبنائها، طالبت بطردهم من بانياس، واتهمتهم بالوهابية والغدر والجبن بالهروب من إدلب و«التشبيح على أهل الشهداء». بل ذهب البعض إلى تفسير ثراء آل الطبل وشركتهم قسورة التي تشغّل، إلى جانب أعمالٍ أخرى، أسطولاً من الشاحنات والصهاريج، بتهريب الذخيرة والسلاح إلى جبهة النصرة، وبشراء النفط ومشتقاته من تنظيم داعش.
بدأ صعود دعدوع مع مقتل ابنها محمد الذي كان منخرطاً مع الميليشيات المحلية التي تقاتل في صفّ النظام في محافظة إدلب. وانتقاماً له أخذت أخويه المراهقين إلى سهيل الحسن وقالت له: «خذهم لك، أنت أبوهم، ليأخذا بالثأر». كبرت دعدوع في عين العقيد فعيّن التوأم رأفت ورؤوف في مرافقته الشخصية ليصيرا، منذ ذلك الوقت، سبب قوة العائلة وثروتها الآخذة في التضخم.
في أواخر سبعينات القرن الماضي كانت سناء شابةً أنيقةً ومثقفةً يستهويها التمثيل، فانضمّت إلى فرقةٍ مسرحيةٍ جادةٍ وأدت أدواراً رئيسيةً في أعمالٍ لسعد الله ونوس، كان منها «الفيل يا ملك الزمان» التي تدور قصتها عن ملكٍ ظالمٍ يطلق فيله في المدينة فيقتل ويحطم ويدهس دون أن يجرؤ أحدٌ من الرعية على شكايته للملك.
مرّت سنواتٌ طويلةٌ منذ ذلك، كبرت خلالها الممثلة لتصير عجوزاً، ولتؤدي، أو يؤدي أولادها، دور الفيل، ويؤدي سهيل الحسن دور الملك.