3/كانون الأول: يفاجئنا دريد رفعت الأسد بمنشورٍ مقتضبٍ وغامضٍ على صفحته على الفايسبوك Douraid Alassad يقول: «الشاب جمال كفاح الأسد في ذمة الله..». تنهال اللايكات والتعازي، دون أن يفصح أحد المعلقين عن سبب الوفاة أو يتساءل عنه. وكما يفعل دريد تنشر صفحاتٌ مواليةٌ الخبر دون أيّ معلومات!
لمعرفة ما حدث يجب اللجوء إلى الأخبار الشفوية أو الاستعانة بالصفحات المشاركة في سفك الدم الأسديّ. ومن هناك نعلم أن القتيل قد لقي مصرعه في محطة وقودٍ في القرداحة، مسقط رأس العائلة و«عرينها». أما بعد ذلك فتختلف الروايات بين من يقول إنه قتل نتيجة تصفية حساباتٍ بين أبيه، الشهير بتجارة المخدرات، وبين منافسين ربما يكونون من آل شاليش، أقارب آل الأسد وشركائهم في بعض مشاريع التنمية المستدامة هذه؛ وبين من يقول إن «شهيد الكازية» قد أردي ببساطةٍ نتيجة شجارٍ على الدور فيها أراد أن يتخطاه، مما يذكّر بحادثة ابن عمه سليمان بن هلال الشهيرة، عندما قتل مؤخراً عقيداً في جيش النظام لأنه تجاوزه بالسيارة. أما أكثر الروايات تهذيباً فتقول إن جمال قتل أثناء لعبه بالأسلحة النارية مع صديقه جعفر ابن تاجر الحبوب المخدّرة محمد شاليش.
4/كانون الأول: يبدو أن وراء الحادثة سبباً يثير غضب الأسود لم يستطع الحكيم الإفصاح عنه فصبّ حنقه على من «أعجبوا» بمنشور النعي، قائلاً: «عدد الأفراد يلي حاطين (لايك) على موضوع وفاة جمال حوالي 450 فرد. عدد الأفراد يلي مسجلين تعليقات حوالي 211 فرد. عدد الأفراد يلي حاطين (لايك) من خارج قائمة الأصدقاء حوالي 50 إلى 60 فرد، وهؤلاء غير مشمولين بهذه الملاحظات باعتبار أنهم لا يستطيعون تسجيل تعليقات. بمعنى آخر هنالك حوالي 180 فرد من (الأصدقاء) و(الصديقات) حاطين (لايك) من دون أن يسجلوا أيّ تعليق !!دخلكون هدول شو قصتهون؟؟!! ليكونوا مبسوطين مثلاً؟
وعليه فإن كل من وضع (لايك) من دون أن يسجل كلمة لن يكون من بين الأصدقاء!».
5/كانون الأول: ما إن ينهي دريد نشرة الأفراد السابقة، الصادرة عن هيئة أركان روحه، حتى تغادره شخصية ضابط التعيينات أو مسؤول السخرة والإطعام ويرجع إلى طريقة تعبيره الأثيرة مؤخراً بالريشة، فيرسم كاريكاتيراً يسخر فيه من تعازي الفايسبوك.
6/كانون الأول: يستقر ابن رفعت نهائياً، ويتبيّن أصل العلة ودواءها فيكتب: «لكل عائلة كبيرها.... وهو القاسم المشترك لهذه العائلة بهمومها وآمالها وأعمالها وتراثها ومستقبلها... وغالباً ما يكون هو الرجل العاقل الكبير في السن... نحن.. أي كلنا.. نحتاج إلى كبير العائلة... ولا تُحسد إطلاقاً كل عائلة ليس فيها كبيرها».
تعلق إحدى الصديقات: «الله يرجعلكن كبير عيلتكن لحضن الوطن قريباً...»، وتكتب أخرى: «الله يخلي القائد ويطول عمرك وعمره يا رب».