تصميم جون | خاص عين المدينة
طغت الضربة العسكرية المرتقبة من قبل بعض الدول الغربية، والمدعومة عربياً، ضد النظام السوري، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيّين في الغوطة، على اهتمام الناس في الشارع السوري، فاختلفت وجهات النظر من شخص إلى آخر. ففي حين رأى فيها البعض فرصةً ذهبيةً للإجهاز على النظام الساقط، رأى آخرون أنها قد تكون موجعةً للنظام ولكنها لن تسقطه، فيما ينظر غيرهم إليها على أنها قد تكون حجّةً لضرب بعض الفصائل الإسلامية.
تتعدد الآراء وتختلف وجهات النظر في الشارع السوري. «عين المدينة» كانت في الشارع لتستطلع آراء السوريين، وتحديداً في الأحياء المحرّرة من مدينة دير الزور.
الضربة في عيون المقاتلين
كانت وجهات نظر مقاتلي الجيش الحر مختلفة، فقد أجاب أبو محمد، أحد المرابطين في حي الصناعة، عندما سألناه عن رأيه: «إن لم تكن الضربة قاضيةً على النظام فستكون فرصةً جيدةً للقضاء عليه. فالنظام منهكٌ، وحاله اليوم ليست كحاله قبل 3 سنوات. وإذا ما وجدت الإرادة لدى مقاتلي الجيش الحر، وهي موجودة والحمد لله، فسيكون من السهل القضاء عليه بعد الضربة. هذا إذا لم يسقط من الضربة فوراً».
أما أبو مجاهد، وهو قائد إحدى المجموعات في الجيش الحر، فأبدى تخوفه من الضربة قائلاً: «ستكون الضربة لإضعاف الجيش الحر، وستستهدف بعض الفصائل الإسلامية. وهذا ما لا نريده. سوف يتم قصف الجميع؛ الجيش النظامي والجيش الحر. وحتى المدنيون سينالون نصيبهم، كما حدث في ليبيا، بحجّة أخطاء عسكرية».
في حين يرى أبو ياسر، وهو قناص في الجيش الحر، أن الضربة إذا لم تقضِ على النظام ستقوّيه وتجعله أكثر عنفاً وأكثر غطرسة.
الإعلاميون والضربة
أجابنا سعد السعد، وهو ناشطٌ إعلامي في مدينة دير الزور، متفائلاً: «ستكون الضربة ساحقةً وقاضيةً على النظام، لأنها ـ على حسب التسريبات ـ ستستهدف المطارات وكتائب الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة، وهي نقاط القوة لدى النظام. مما سيؤدي إلى انهياره فوراً».
أما نضال الحربي، مراسل شبكة شام الإخبارية، فيقول: «أنا مع الضربة، لكني لا أعتقد أنها ستحدث. ما يجري هو جعجعةٌ إعلامية وضحكٌ على الذقون وتلاعبٌ بمصير الشعب السوري الذي يُقتل بكافة أنواع الأسلحة دون أن يتحرك ضمير العالم».
ويتفق رأي فداء دير الزور، عضو تنسيقية شباب الثورة في دير الزور، مع رأي نضال. فقد قال: «أشكّ بحدوثها، وإن حدثت فلن تكون حاسمة. المجتمع الدولي متفقٌ على إطالة أمد الحرب لتدمير البلاد، ولم يحن وقت إنهاء النظام حسب تقديرهم».
الناشطون.. ما رأيهم؟
أما محمد غسان، أحد أعضاء حركة نشطاء، فقال: «نحن منذ خرجنا في بداية الثورة لم يكن معنا أحدٌ سوى الله. اتكلنا على الله ولن نثق بأحدٍ سواه. ما يجري هو مؤامرةٌ على الشعب السوري. ولن نعقد آمالنا على الغرب الذي لم ينفكّ يدعم النظام سراً وعلانية».
وقال أبو جبل، وهو ناشط يعمل في المجال الطبي: «الضربة قادمة لا محالة، ولكن الدول الغربية تريد استنزاف الشعب السوري قبل أن تسقط النظام، حفاظاً على أمن ربيبتها إسرائيل».
وعند لقائنا مع بعض المواطنين سألناهم عما يتوقعونه من الضربة. فأجابنا عماد أنهم لم يعودوا يثقون بالغرب، وأن آمالهم معقودة ـ بعد الله ـ على أبطال الجيش الحر، الذين سيسقطون النظام، شاء من شاء وأبى من أبى.
فيما ترى ميسون، ربة المنزل والأم لأربعة أطفال، أن الضربة ستخفف من معاناة الناس وستساعد بالضغط على النظام وجعل رئيسه يفكر بالهروب.
آراءٌ كثيرةٌ وتوقعاتٌ عديدةٌ تختلط بتحليلاتٍ بعضها معقول وبعضها بعيدٌ عن الواقع. ولكن الكرة تبقى في ملعب المجتمع الدولي الذي قرر أخيراً التحرّك لمعاقبة نظام قتل شعبه على مدى سنتين ونصف على مرأى الجميع... ودون أن يحاسبه أحد.