- الرئيسية
- الأرشيف
- جولة المدينة
"موسكو1".. مــبادئ جنيف على طاولـةٍ روسـيةٍ بمباركةٍ أمريكيةٍ مصرية
لم يكن مفاجئاً الإعلان عن عزم روسيا جمع المعارضة السورية بالنظام على طاولةٍ واحدةٍ في موسكو. فما حمله نائب وزير خارجيتها بوغدانوف منذ حوالي شهرٍ في زيارته للأسد في دمشق، ولقاءه مع معارضين سوريين في إسطنبول التركية، كان مفاده أن مؤتمراً سيعقد في موسكو للتفاوض على حلٍّ سياسيّ. كما أن زيارات عددٍ من المعارضين السوريين لروسيا في الفترة الأخيرة كانت دليلاً واضحاً على أن روسيا تعتزم أن تتولى جمع الأطراف على طاولةٍ واحدة.
ومع إعلان القيادة الروسية عن أن أعمال المؤتمر ستبدأ مع نهاية الشهر الأول من عام 2015، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التعبير عن "أملها" بأن تكون لهذا الدور الروسيّ آثارٌ إيجابيةٌ ودلالاتٌ على أن موقف موسكو يتجه اليوم نحو "إيجاد مخرجٍ سياسيٍّ للأزمة السورية". وأعلنت أمريكا أنها لا تعلم بتفاصيل المؤتمر، وأنها غير مطلعةٍ على خطوات التنسيق وصولاً إلى موسكو1. فيما كانت الإشارة الروسية واضحةً إلى أن المشكلة القائمة حالياً هي مع المعارضة السورية لأنها منقسمة، ولأن بعض أطيافها يرفض الحضور إلى موسكو للتفاوض مع النظام.
ومن جانبيهما (الطرفان اللذان ينويان حضور المؤتمر، النظام السوريّ وجزء من المعارضة) عبّرا عن موافقتهما على أن يكون بيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن المعنية أساساً للحلّ السياسيّ في سوريا، وأن "التوافق الدوليّ والإقليميّ ضرورةٌ أساسيةٌ لنجاح العملية التفاوضية". ولا يتوقع كثيرٌ من المراقبين أن تسفر الجهود الروسية أو المؤتمر المزمع عقده في موسكو إلى أيّة نتائج ذات أثر. ويقللآخرون من جدية النوايا الروسية، وخاصةً مع دعوة بعض الفنانات، والشخصيات الملتبسة التصنيف بين تأييد نظام الأسد أو معارضته، لحضور هذا المؤتمر.
مصر تبـحث عن دورٍ إقلــيميٍّ من خلال القضية السورية
بعد غيابٍ شبه كاملٍ للدور المصريّ عن القضايا الإقليمية والعربية، بعد ثورة 25 يناير، وجدت القيادة المصرية فرصةً لاستعادة حضور القاهرة من خلال الملف السوريّ. وتحدثت تسريباتٌ عدّةٌ عن مبادرةٍ مصريةٍ لحلٍّ سياسيٍّ تبدأ بجمع أطراف المعارضة فيما بينها للتباحث والتشاور، بالتزامن مع جسّ نبض نظام الأسد الذي لم يتوقف عن إرسال مبعوثين خاصّين في زياراتٍ سرّيةٍ إلى القاهرة، التي اكتفت بالترحيب بما أسمته حواراً سورياً سورياً يمكن أن يقدّم ما يرضي الشعب السوري. وفي السياق ذاته أعلنت الخارجية المصرية أن أحد مراكز الأبحاث بالقاهرة سيستضيف حواراً بين أطراف المعارضة قبل مؤتمر موسكو، للاتفاق على وثيقةٍ موحّدةٍ تعكس رؤيتهم لكيفية التوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ في سوريا.
ومن جانبه أيد المبعوث الدوليّ إلى سوريا دي ميستورا أية مبادرةٍ سياسيةٍ للتوصل إلى حلّ، ودعا جميع الأطراف إلى المشاركة. فيما بيّنت مصادر إعلاميةٌ سوريةٌ معارضةٌ أن ورقةً يتمّ إعدادها حالياً من قبل عدّة أطرافٍ معارضةٍ، بينها الائتلاف الوطنيّ السوريّ، ليتمّ عرضها في المؤتمر. فيما سُرّبت ورقةٌ تتضمّن وثيقة مبادئ تجمع بين الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية، تتضمّن بيان جنيف1، والمبادئ الأساسية لجنيف2، وخارطة الطريق التي أقرّتها عدّة قوى معارضة.
وفي زيارته الأخيرة إلى القاهرة قال رئيس الائتلاف الوطنيّ السوريّ، هادي البحرة، إن الائتلاف "منفتحٌ على كافة الأطياف. ولا توجد أبوابٌ مغلقةٌ للحوار حول آليات الانتقال السياسيّ الذي يعتمد على انتخاب جمعيةٍ تأسيسية، وإعادة كتابة الدستور في ظروف محايدةٍ وآمنة، حسبما يرغب به السوريون". وكان البحرة قد صرّح سابقاً أنه ليست هناك أية ورقةٍ تضعها روسيا أو مصر أو سواهما قبل المؤتمر، وأن المعارضة ستقوم بوضع وثيقة مبادئ تدخل بها إليه.
ولا تلقى الجهود الدبلوماسية، المتسمة بكثيرٍ من الغموض وتعدّد الجهات الراعية لها، اهتماماً يذكر في الشارع السوريّ، وخاصةً لدى الجمهور المعارض لنظام الأسد. فيما يصرّ موالوه ومحللوه السياسيون على أن مؤتمر موسكو وتحرّكات القاهرة هي نجاحاتٌ سياسيةٌ للنظام جاءت نتيجة انتصارات جيشه على الأرض.