في الشهر الأخير، شدّد تنظيم "الدولة الإسلامية" من إجراءاته الأمنية والعقابية بحق السكان في مدينة القورية شرق دير الزور. إذ اعتقل قبل أيامٍ، وفي عمليةٍ أمنيةٍ تذكّر بطريقة مخابرات الأسد العسكرية، ستةً من أعضاء جبهة النصرة السابقين، ثم ثمانية عشر من مقاتلي الجيش الحرّ أيضاً. وكل هؤلاء كانوا قد أعلنوا تخليهم عن القتال خلال الأيام الأولى لسيطرة التنظيم على المدينة، وسُلّموا شهادات "توبةٍ" تعفيهم من أية مساءلةٍ لاحقة. وهي الورقة التي يمنحها مسؤولو داعش لكلّ من يسلّم نفسه من المنتمين إلى التشكيلات المسلحة الأخرى التي تعدّ، وفق عقيدة داعش الخاصة، مرتدّةً عن الإسلام. واعتُقل كذلك رئيس بلدية المدينة وعضوٌ سابقٌ في نقابة المعلمين، دون أن تعرف أسباب الاعتقال في كلّ هذه الحالات.
وفي سياقٍ موازٍ ارتفع معدّل الاعتقالات اليوميّ بحق المخالفين لأوامر التنظيم وقراراته، من مدخنين ومـتأخرين عن صلاة الجماعة وبائعين لمستلزمات (النارجيلة)، وغير ذلك من الأفعال التي يحرّمها التنظيم. وزادت أيضاً شدّة العقوبة وأخذت شكلاً جديداً، بعد أن كانت تتراوح بين الجلد والغرامة المالية والتقريع، فقد سيق عشرات المدخنين لحفر خنادق في ظروفٍ شديدة الخطورة على حياتهم على جبهات القتال مع قوّات الأسد، وأُمر أحد المدخنين بتنظيف الشوارع وهو حافي القدمين.
ويتحدث المعتقلون المفرج عنهم عن أنواعٍ مختلفةٍ من التعذيب الجسديّ، مثل "الشبح" أو التعليق من الذراعين، والصعق بالكهرباء، والتعرّض للضرب على أيدي محققين وجلادين من جنسياتٍ عراقيةٍ ومصريةٍ وتونسيةٍ، في معظم الحالات.