ما هو الوضع القانونيّ للاجئين السوريّين في تركيا؟

نشرت الحكومة التركية، في 22\10\2014، تعليماتٍ تنفيذيةً حول الحماية المؤقتة وفقاً للمادة 91 من قانون الأجانب والحماية الدولية. وتفيد المادة الأولى من هذه التعليمات أن تطبيقها سيشمل، إضافةً إلى السوريين، الأشخاص الذين لا وطن لهم واللاجئين ممن فرّوا من سوريا. وهذا يعني ضمناً الكرد المحرومين من الجنسية، واللاجئين الفلسطينيين، وغيرهم ممن لا يحملون أيّ جنسيةٍ (الغجر مثلاً).

يتعلق نظام الحماية المؤقتة بالأجانب الذين اضطرّوا إلى مغادرة بلدانهم، ولا يمكنهم العودة إليها، ولاذوا بالحدود التركية بهدف الحصول على حمايةٍ عاجلةٍ ومؤقتة، بشكلٍ جماعيٍّ أو بصورةٍ فرديةٍ في الفترة نفسها التي جرى فيها الهروب الجماعيّ، أو عبروا الحدود التركية ولم يتمّ قبول طلبات لجوئهم الدولية.

وفقاً لهذا النظام الذي وضعته الحكومة التركية موضع التطبيق، يتمّ قبول السوريين الذين يطالبون بالحماية الدولية، واللاجئين والمحرومين من الجنسية القادمين من سوريا، ولن تتمّ إعادتهم إليها ما لم يطلبوا ذلك. ويطبّق هذا النظام على جميع الفئات المذكورة بصرف النظر عن امتلاكهم وثائق شخصيةٍ (هويات أو جوازات سفر) أو عدم امتلاكهم لها.

تتضمّن التعليمات التنفيذية المذكورة الحقوق التي يتمتع بها السوريون داخل المخيمات أو خارجها. وهي، في خطوطها العريضة: الحصول على الخدمات الصحية والتعليم والمساعدات الاجتماعية والعمل. وبالنسبة إلى عنواني "المساعدات الاجتماعية والعمل" سيتوسّع تطبيقها في المستقبل بقراراتٍ تفصيليةٍ من وزارتي "العمل والأمن الاجتماعيّ" و"الأسرة والشؤون الاجتماعية".

هل يضمن نظام الحماية المؤقتة حرّية وصول السوريين إلى تركيا؟

يخضع وصول السوريين إلى تركيا لتقديرات السلطات التركية من حيث قدرة المخيّمات القائمة على استيعاب موجاتٍ جديدةٍ من الهاربين، والصعوبات التي تواجهها في توسيع تلك المخيّمات، وغيرها من الاعتبارات. بالنسبة إلى حاملي جوازات السفر السورية، لا مشكلة في وصولهم إلى الأراضي التركية عبر النقاط الحدودية المفتوحة، ولا يحتاج ذلك إلى تأشيرة دخول (فيزا). أما من لا يملكون جوازات سفر، فالسماح بدخولهم خاضعٌ لضبط الأجهزة الأمنية المسؤولة عن نقاط العبور، الجيش والجندرمة، وهو يقتصر عملياً على الحالات الإسعافية. وهناك عمليات تسللٍ غير قانونيةٍ بمساعدة مهرّبين. وعلى أولئك الداخلين بوسائل غير شرعيةٍ مراجعة السلطات لتسجيل معلوماتهم الشخصية، أي تقديم طلب للحصول على "كملك". ولن يخضعوا لدفع رسومٍ جزائية. والجهة المسؤولة عن هذا الإجراء هي "المديرية العامة لإدارة الهجرة" التي تأسّست في نيسان 2014، وتتبع وزارة الداخلية.

لا يمكن للدولة التركية إرغام أيّ لاجئٍ سوريٍّ على العودة إلى سوريا. لكن عدم تسجيله لدى إدارة الهجرة قد يمنع أو يصعّب حصوله على المساعدات والخدمات المقدّمة وفقاً لنظام الحماية المؤقتة. ويشكّل التسجيل لدى السلطات (الكملك) ضمانةً قانونيةً لحصول اللاجئ على الخدمات العامة، بما في ذلك الصحة والتعليم.

التسجيل والإقامة في المخيّمات

تقع مسؤولية إدارة المخيّمات على إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، في حين تمسك وزارة الداخلية بشؤون تسجيل قيود المقيّمين في تلك المخيمات. ويحصل هؤلاء على بطاقة الكملك من "شعبة الأجانب" التابعة للأمن.

يتجاوز الطلب على الإقامة في المخيمات قدرتها الاستيعابية. لذلك تُرك هذا الأمر لتقديرات السلطات التركية. وتعطى الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة.

يمكن للسوريين مراجعة مراكز آفاد ومراكز المحافظات (الولايات) للاستفسار عن إمكانية الإقامة والتسجيل في المخيّمات.

كيف يتم تسجيل المواليد الجدد؟

على الأجنبيّ (السوريّ) أن يسجّل واقعة الولادة في دائرة النفوس التركية في مكان إقامته في غضون ثلاثين يوماً من تاريخ الولادة. يمكن لأحد والدي الطفل، أو الوصيّ القانونيّ عليه، أن يقوم بذلك. وإذا لم يكن أبوا الطفل أو الوصيّ عليه موجودين يمكن أن يقوم بتسجيل المولود أحد أقاربه، كالجدّ والجدة أو الأخوة والأخوات البالغين، أو أيّ شخصٍ يرافق المولود. ولا يخضع تسجيل قيد المولود لأيّ رسمٍ ماليّ.

لا تعطي وثيقة الولادة حقّ الجنسية التركية للمواليد من أبوين أجنبيين على الأراضي التركية.

هل يحقّ للتلاميذ السوريين الالتحاق بالمدارس التركية، وكيف؟

يمنح القانون الوطنيّ التركيّ جميع الأطفال، بمن فيهم الأجانب، الحقّ في التعليم المجانيّ في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة. أصدرت وزارة التعليم، في أيلول 2014، تعميماً بخصوص استفادة الأجانب من التعليم، تضمّن حقّ المستفيدين من نظام الحماية المؤقتة بالحصول على خدمات التعليم في مدارس ومراكز تعليمٍ مؤقتةٍ تحت إشراف مديرية التعليم في كلّ محافظة.

على الطلاب الأجانب الراغبين في التسجيل في المدارس التركية مراجعة مديرية التربية في المحافظة التي يقيمون فيها. يعتمد تحديد الصف الذي سيسجّلون فيه على وثيقةٍ تحدّد المستوى الذي بلغه الطالب في بلده الأصليّ، وفي حال غيابها يتم التقدير بناءً على مقابلةٍ شخصيةٍ أو اختبارٍ كتابيٍّ وجيز.

مراكز التعليم المؤقتة هي مدارس وفرتها الدولة للاجئين السوريين، ويُدرّس فيها منهاجٌ سوريٌّ معدّل، باللغة العربية. في نهاية المرحلة الدراسية يحصل الطالب على وثيقةٍ تثبت دوامه في المدرسة وإتمامه المرحلة الدراسية بنجاحٍ مع سجلٍّ بعلاماته. يتمّ التسجيل في المخيّمات في مدارسها مباشرةً. أما في المناطق الأخرى فيتمّ التسجيل في مديرية التربية. يجب الانتباه إلى أن مراكز التعليم المؤقتة قد لا تكون متوافرةً في جميع المحافظات، إضافةً إلى القدرة الاستيعابية المحدودة للموجود منها. لذلك يُنصح، في هذه الحالات، بتسجيل التلاميذ في المدارس التركية. الكملك وثيقةٌ ضروريةٌ للتسجيل في المدارس التركية أو مراكز التعليم المؤقتة.

هل يمكن للطلاب السوريين أن يسجّلوا في الجامعات التركية؟

يمكن للطلاب السوريين أن يتقدّموا بطلب التسجيل في الجامعات التركية بشرط تعلمهم اللغة التركية ووجود الوثائق الأكاديمية المطلوبة. في العام الدراسي 2014\2015 أعفت الحكومة الطلاب السوريين من رسوم التسجيل في جامعات الدولة.

تنظم كلّ جامعةٍ اختباراً لطالبي الانتساب يسمّى "امتحان الطلاب الأجانب". على الطالب السوريّ إبراز وثيقة النجاح في هذا الاختبار ليتمّ قبوله في الجامعة. يمكن للجامعة أن تتقاضى رسوماً عن هذا الاختبار.

على الطلاب الراغبين في الحصول على منحٍ دراسيةٍ مراجعة الموقع الإلكترونيّ www.turkiyeburslari.gov.tr. علماً أن هذه المنح محدودةٌ وتنافسيةٌ وتخضع للمفاضلة، ومراجعة الموقع لا تضمن الحصول عليها. لمزيدٍ من المعلومات حول تاريخ انتهاء تقديم طلبات المنح يُراجع الموقع الإلكترونيّ: www.unhcr.org.tr

يمكن للاجئين السوريين التسجيل في دورات اللغة التركية ودورات التدريب المهنيّ التي تقدّمها "مراكز التعليم الشعبيّ" مجاناً. الوثيقة المطلوبة هي "الكملك".

حول حرّية حركة اللاجئين داخل تركيا

يقدّم مديرو المخيّمات أذونات خروجٍ نهاريةً بفواصل منتظمة. لا يحتاج اللاجئون المقيمون خارج المخيّمات (حتى الآن) إلى أذونات سفرٍ للتنقل بين مختلف المحافظات التركية. لكن الانتقال للإقامة الدائمة في محافظةٍ أخرى يحتاج إلى إبلاغ السلطات بذلك.

ما هي المساعدات المتوافرة للأطفال السوريين المحرومين من رفقة أهاليهم؟

يعدّ "قانون حماية الأطفال" (رقم 5395) الإطار التشريعيّ لحماية جميع الأطفال في تركيا، بصرف النظر عن جنسياتهم. أثّر ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في تركيا، ويؤثر، في قدرة مؤسّسات الدولة التركية على مواصلة تلبية احتياجات هؤلاء الأطفال. لذلك تبحث وزارة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية عن خياراتٍ بديلةٍ لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة في الإطار التشريعيّ المذكور.

يتمّ إيواء الأطفال المحرومين من مرافقة أهاليهم بالتعاون مع وزارة الأسرة والشؤون الاجتماعية. ويمكن إيواؤهم في المخيّمات، بصورةٍ منفصلة، إذا تمّ توفير الشروط المناسبة لهم، بالتعاون مع (آفاد). في كلّ الإجراءات المتعلقة بهؤلاء الأطفال تتمّ مراعاة مصلحة الطفل قبل أيّ اعتبارٍ آخر. يستفيد هؤلاء الأطفال، بصورةٍ أساسيةٍ، من الخدمات الطبية والتعليمية، في إطار التشريعات السارية.

أيّ جهةٍ يراجع اللاجئ السوريّ الذي يقع ضحية جريمةٍ على الأراضي التركية؟

يستفيد كلّ اللاجئين السوريين من حماية حكومة الدولة التركية، في إطار نظام الحماية المؤقتة. هذا يعني حقهم في تقديم الشكاوى إلى جميع السلطات التركية وطلب المساعدة منها، بما في ذلك جهاز الشرطة، بسبب أيّ جريمةٍ يقعون ضحيتها. عدم الحصول على كملك لا يمنع هذا الحق، ولكن يبقى أن الكملك هو الطريق الوحيد لتلقي كلّ أشكال المساعدة.