قبيل انتخاب الأسد في مناطق سيطرته.. أوباما يعِدُ بمزيدٍ من الدعم

لم يشكل وعد الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما بدعم فصائل المعارضة السورية "غير المتشدّدة" أي تغييرٍ في الموقف السوريّ الشعبيّ المعارض، الذي بات يصف تلك الوعود بالوهمية. إلا أن ما قاله أوباما في خطابٍ ألقاه في أكاديمية وست بوينت العسكرية في ولاية نيويورك قبل أيام، من أنه سيعمل على زيادة دعم المعارضة السورية، التي تقدّم "أفضل بديلٍ من الإرهابيين والديكتاتور الوحشيّ"، لاقى ترحيباً من قبل الائتلاف الوطنيّ، الذي أصدر بياناً قال فيه إن المعارضة السورية ممتنةٌ للدعم الأميركيّ للشعب السوريّ في نضاله ضد النظام، مشيراً إلى أن هذه المساعدة المضاعفة تعكس الشراكة بين الولايات المتحدة والشعب السوريّ، لوضع سوريا على طريق الانتقال الديموقراطيّ. وعدّ الائتلاف تصريح أوباما دعماً جديداً من قبل أمريكا للمعارضة، بعد دعمها السابق بمعدّاتٍ "غير قاتلةٍ" بقيمة 287 مليون دولار.
ولم يقتصر التوجّه نحو إمداد المعارضة من قبل الولايات المتحدة على تصريح الرئيس، فقد أعلن البيت الأبيض، قبل خطاب أوباما، أنه يعتزم زيادة الدعم للمعارضة السورية "المعتدلة"، وذلك بعد تسرّب أنباءٍ عن بدء تدريب مجموعاتٍ مقاتلةٍ مقبولةٍ أمريكياً في قواعد خاصةٍ في بعض دول الجوار. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت أن أوباما مستعدٌّ للموافقة على إجراء تدريباتٍ لجماعاتٍ معارضةٍ مختارةٍ "لمواجهة تصاعد نفوذ المتطرّفين المرتبطين بتنظيم القاعدة".
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، قد قالت في تصريحٍ صحفيٍّ إن السياسة الحالية لأمريكا "تبقي تعزيز المعارضة المعتدلة التي تقدم بديلاً لنظام الأسد الوحشيّ وللعناصر الأكثر تطرفاً داخل المعارضة"، مضيفةً أن هناك الكثير من الخيارات أمام الإدارة الأمريكية إلا أنها تبحث عن الأنسب، خاصةً وأنها تنظر إلى سوريا "كمشـــــكلةٍ طابعـــــها مكافحة الإرهاب".
وصعّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خطابه تجاه نظام الأسد خلال لقائه مع رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا في باريس، قائلاً إن هذا النظام استخدم كلّ الأسلحة الخطيرة، وإذا تمّ العثور على آثار الأسلحة الكيمياوية في سوريا مرةً أخرى، "فكلّ الوسائل القانونية سوف تستخدم لإدانة النظام، بما في ذلك فرض مزيدٍ من العقوبات."
ومن جانبه صرّح الجربا لصحيفة الشرق الأوسط إن موضوع مساعدة المعارضة عسكرياً بالأسلحة النوعية "سيترجم الأسابيع المقبلة بشكلٍ حقيقيٍّ على أرض الواقع"، لافتاً إلى أن الدول الخليجية طلبت عقد اجتماعٍ استثنائيٍّ لمجلس الجامعة العربية لنقل مقعد سوريا إلى الائتلاف.
وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، قد أكّد قبل أيامٍ أن حكومته تلقت وعوداً بدعم الشعب السوريّ عن طريق الحكومة المؤقتة، إلا أن "المجتمع الدوليّ ما زال متردّداً بالاعتراف الدوليّ والقانونيّ بالحكومة، لأنه يعني حصول المعارضــــة على مقعد سوريا فــي الأمـــــــــم المتحدة".
وفي لقاءٍ له على العربية نت قال طعمة إن "سياسة الحكومة الواقعية والعقلانية، وعبر علاقاتها مع دول أصدقاء سوريا، بدّدت مخاوف الدول الخارجية في التعامل مع الحكومة المؤقتة، ولاسيما بعد مؤتمر جنيف الذي أقنع العالم أن المعارضة السورية هي من تريد الحلّ السياسيّ لا النظام".

انتخابات الخارج... بيروت في الواجهة

وفق معطياتٍ إعلامية، وموادّ رصدٍ وتحليلاتٍ واكبت الانتـــــخابات الرئاسية السورية في دول المهجر، تبين أن المشاركة كانت في أدنى مستوياتها في مختلف عواصم الدول التي سمحت بإجراء هذه الانتخابات على أراضيها، باستثناء العاصمة اللبنانية بيروت، التي وصل عدد الناخبين السوريين فيها إلى 200 ألف. وهو ما عزته مختلف القوى المعارضة إلى الضغوط التي مارسها حزب الله المقاتل إلى جانب النظام على النازحين السوريين في لبنان، والذين يزيد عددهم عن مليون و200 ألف، إضافةً إلى الأساليب التخويفية المعتادة الــــــــــتي اتــــــبعها النظام، الذي عمّم شائعاتٍ مفــــادها أن من لا يشارك فــي العــملية الانتخابية سيمنع من الدخــول إلى سوريا.