فيتو روسيّ جديد... وأمريكا تسخر من "انتصارات الأسد!!".. وبرودٌ دوليٌّ مستمر

مرةً أخرى، لم تتوان روسيا عن التلويح باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد القرار الذي تعتزم فرنسا طرحه على مجلس الأمن الدوليّ، والذي يطلب إحالة "جميع" جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ومبرّر روسيا هذه المرة هو أن هذا الطرح قد يؤثر على دمشق في الوقت الذي تقوم به بتدمير ترسانتها الكيماوية.
إلا أن أطرافاً أوروبية تصرّ على طرح القرار، حتى لو واجه الفيتو الروسي. ورأى دبلوماسيون غربيون أن القرار سيزيد الضغط على النظام السوري ويعزل موسكو داخل مجلس الأمن.
ويأتي القرار المعــــــــتزم طرحه للتداول في المجلس بعد جــــــــملةٍ من التحقيقات الدولية التي أجرتها المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي قالت رئيستها نافي بيلاي إن حالة التعذيب معممةٌ في السجون السورية،
وإن النتائج تؤكد أن التعذيب مستخدمٌ بشكلٍ شائعٍ في مراكز الاعتقال الحكومية في سوريا، وإن بعض "المجموعات المسلحة" تستعمله أيضاً.

مجريات الصراع لا تميل لصالح الأسد

في الوقت الذي أعلن فيه رئيس النظم السوري بشار الأسد أن الحرب تميل لصالحه، وأن قواته تتقدم على مختلف الجبهات داخل سوريا، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "جنيفر بساكي" بأن ما يجري في سوريا هو حرب استنزاف، لا يحرز فيها أيّ طرفٍ مكاسب مهمة. منتقدةً تصريح الأسد، ومؤكدةً أن مجريات "الحرب" لا تميل لصالحه.
واعتبـــــرت بســــــاكي أن "من الطبيعي" أن يدلي الأسد بهذا التصريح، وأن ما قاله ليس غريباً، إلا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن كفة الانتصار تميل لصالحه. مبينةً أن المجتـــــمع الدولـــــي يراقــــب ما يحصل، وهناك قلقٌ واسعٌ من أفعال الأسد.

انتقاداتٌ واسعةٌ للمجتمع الدوليّ

لم يخف على أيّ مراقبٍ للوضع السوريّ خلال الأشهر الماضية أن بروداً طاغياً يظهر في موقف وسلوك المجتمع الدوليّ تجاه ما يحصل في سوريا، وأن ما يصدر عن مجمل الجهات ذات الشأن في القضية السورية هو تصريحات تلحق أي تطورٍ عسكريٍّ على الأرض. وتأتي تلك التصريحات على شكل قلقٍ أو مخاوف أو تنبيهاتٍ لا أكثر.
وتتجه مخــــتلف الهـــيئـــــات الســــورية المعارضـة، وعلى رأســـها الائــتــلاف الـــوطــنيّ الســــوريّ،
نحو مطالبة المجتمع الدوليّ بأن يأخذ دوره بشكلٍ جديٍّ تجاه ما يحصل في سوريا، خاصة مع مجازر الإبادة التي يرتكبها جيش النظام في حلب.
وفي رسالةٍ من رئيس الائتلاف الوطنيّ السوريّ أحمد الجربا إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في الثامن من نيسان الحالي، نفى الجربا التهم الموجـــــهة إلى المعارضـــة بارتكاب مجازر ضد الأرمن في ريـــف اللاذقية، وطالب بتدخل المجتمع الدوليّ لوقف المجـــازر التي ترتكبها طائــــرات الجيش الأســـدي في أحـــياء حلب المحـــــرّرة.

الأسد لولايةٍ جديدة

أشارت مصادر رسميةٌ في النظام الأسديّ مؤخراً إلى أن باب الانتخابات الرئاسية سيفتح خلال الأسبوع القادم، ومن المرجح أن يكون تاريخ 21 نيسان هو يوم فتح ذلك الباب، الذي كثر حديث مسؤولي ومنظري نظام الأسد عنه، وبأنه سيكون "عرساً ديمقراطياً"، وبأن القيادة السورية لن تسمح برقابةٍ دوليةٍ على مسيرة الانتخابات في سوريا.
من جانبها عارضت عدة دولٍ إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، واعتبرته انتهاكاً لميثاق جنيف القاضي بتأسيس هيئة حكمٍ انتقاليةٍ واسعة الصلاحيات.
ومن جانبها أيضاً أعلنت مختلف تيارات المعارضة السورية مقاطعتها للانتخابات، ووصفتها بالتحدي للمجتمع الدولي، بينما سخرت الخارجية الأمريكية من هذه الانتخابات ووصفتها بالمهزلة. ومن جانبها اعتبرت المملكة العربية السعودية تلك الانتخابات خارجةً على قرارات مجلس الأمن، خاصةً في ظلّ تحدّي النظام لمجمل القرارات الدولية الصادرة بحق قيادة النظام خلال الفترة الأخيرة، من جنيف 1 إلى جلسات الجمعية العامة ومجلس الأمن في الأمم المتحدة.