في لبنان.... سورية على شكل مخيمات ومقاهٍ وسيــارات تاكسي

 نبيل هلال

يثير الحضور السوري في لبنان مواضيع شتى، خاصة في الإعلام اللبناني، تتناول في غالبيتها أثر السوريين على الاقتصاد وبنية المجتمع، بينما يتجه بعضها إلى الحديث عن معاناتهم والهيئات الإنسانية والأهلية التي تقوم بالتخفيف جزئياً من هذه المعاناة. ويتصدر النازحون في المخيمات صورة السوريين في لبنان، على اعتبار أنهم جاوزوا الـ 700 ألف نازح وفق تقديرات، بينما سجل منهم في هيئات الإغاثة 400 ألف، تتراوح مشكلاتهم بين فقدان الرعاية الصحية والموارد الغذائية وكل مقومات الحياة العادية.
التواجد ضمن صيغ النزوح الإنساني يتضح في البقاع والشمال، أما الحضور السوري القائم على أسر دخلت لبنان فوجدت مساكن وأعمالاً فيما يشبه الهجرة المؤقتة فهو ما نلحظه ضمن مدينتي بيروت وطرابلس. وبين نزوح ونزوح يلفت الوجود السوري الأنظار في لبنان، حيث تظهر تفاصيل المدن السورية ومهنها في الشوارع اللبنانية، وهو ما قد يشكل عبئاً حسب تعبير مواطنين لبنانيين. وهنا يجدر ذكر تصريح مستشار رئيس الحكومة المستقيلة للشؤون الاقتصادية سمير الضاهر حينما قال: "أثقل اللجوء اجتماعياً كاهل الأسر اللبنانية المضيفة في الشمال والبقاع، وتأثر سوق العمل بزيادة أعداد الوافدين، إذ يُشكل السوريون في لبنان مصدراً وافراً للقوى العاملة ذات الأجر المتدني، مما أدى إلى ارتفاع البطالة بين اللبنانيين، وخصوصاً فئات الفقراء المفتقدة للمهارات".

 

مهن سورية..

944612_302364253230485_54133931_n

في الروشة، المنطقة الساحلية السياحية المشهورة، يمكن أن تسمع كلمات الكثيرين من الباعة المتجولين المعتادين في حلب ودمشق، بين بائعي الفول والقهوة والعصائر وحتى التصوير الفوري المشهور في_دمشق بجملة "فوري فوري فوري... صور... فوري فوري فوري". وتتضح الصورة بشكل أكبر حين نجد فروج الزين الشهير في دمشق بفرعه الجديد في بيروت، وشاورما سومر الأشهر بحلب موجودة بكامل عمالها وشكلها في بيروت، ومحلات كريش للصندويش والمأكولات الجاهزة في حمص نجدها في طرابلس. أما سيارت التاكسي فهي كما يعتاد السوريون، سائقون من ريف حلب وإدلب متواجدون في بيروت،
بأساليب النقاش والموضوعات ذاتها، وإنما بلغة أكثر شجاعة في طرح الرأي. يلاحظ في بيروت خصوصاً التواجد الكثيف للكتاب والصحفيين، فالمشهد العام الذي كانت تقدمه قهوة الروضة أو نادي الصحفيين أو حتى مقهى الكمال يمكن رصده في تاء مربوطة أو مزيان وغيرها من المقاهي والبارات التي يشكل الجمهور السوري فيها أغلبية. حتى الأحاديث لا تختلف كثيراً، إذ يشكل الراهن السوري والثورة موضوعاً أساسياً، وكذلك تحضر الرؤى الثقافية والآراء النقدية، وحتى الأمسيات الشعرية والنشاطات المسرحية والغنائية التي لا تبتعد كثيراً عن الواقع الثوري.. كذلك تحضر الشتائم والاتهامات بين من فرّ ومن باع القضية ومن يلبس قناع الثورة ليخبئ خلفه وجه النظام.

 

شبه..

يبحث السوري في لبنان دائماً عن مقابلات سورية لكل شيء، أشخاص أحياء شوارع محلات... وفي أول اتصال مع أهله أو أًصدقائه في الداخل يصف الحي الذي يسكنه بالتشابه مع حي سوري إما تم تدميره أو ينتظر القذيفة، وأشكال البائعين والمحلات هي دائماً بوابات لذكريات منطقة لا تبعد بـضعة كيلومترات عن محل الإقامة الــجديدة.