طاولة جديدة للحوار باقتراح أمريكي روسي.. والملف خارج يد الدوحة

 

تقارب روسي أمريكي

كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة إلى روسيا سؤالاً مفتوح الاحتمالات، أكثر مما هي جواب يتضمن عقد مؤتمر جديد ستحاول فيه الدولتان جمع أطراف المعادلة السياسية السورية على طاولة واحدة في محاولة لخلق حل سياسي.
الأسئلة التي أثارها لقاء الدولتين الأكثر تأثيراً في النظام السوري والمعارضة السياسية، هي حول تلك الساعات الطوال التي قضاها كيري مع بوتين وناقشا الوضع السوري، وحول التقارب غير واضح المعالم الذي ولد فجأة إلى العلن بين القطبين الكبيرين، فهل ما قاله كيري عن تلاقي المصالح هو بالفعل ما سيجمع الروس والولايات المتحدة على رؤية محددة ذات معالم واحدة؟
المؤتمر الصحفي الذي جمع كيري ولافروف خرج بإعلان الاتفاق على ضرورة حث الحكومة السورية والمعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة من خلال عقد مؤتمر دولي حول سورية بأسرع ما يمكن، مرجحين انعقاده نهاية أيار الحالي. ولم يفت لافروف أن يلمح إلى تمسك بلاده ببنود قرار جنيف بالكامل.
بينما مال كيري إلى البراغماتية بالقول: "إن البديل عن التسوية السلمية في سورية هو مزيد من العنف، وسورية تقف على حافة الهاوية، إن لم تكن قد وقعت فيها فعلاً، والبديل أيضاً هو تصاعد الأزمة الإنسانية، وقد تتفكك سورية إلى أجزاء، وقد يكون هناك عنف طائفي وأعمال تطهير عرقي، ما يهدد أمن واستقرار المنطقة كلها". وما إن غادر كيري نحو الأردن حتى كرر الجملة الأمريكية المعتادة: "مستقبل سورية خال من الأسد" وإنما بصيغة مختلفة أكثر واقعية "إن أي حكومة انتقالية في سورية يجب أن لا تضم الأسد". بينما تراجع كيري مبدئياً في ما يخص الأسلحة الكيميائية بالقول "الرئيس أوباما أوعز بإجراء تحليل دقيق لهذه الحقائق والمعلومات، وأعتقد أن الكونغرس سيدرس نتائج هذا التحليل باهتمام قبل أن يتخذ أي قرار".
وفي وقت الاجتماع الروسي الأمريكي، درس وزير الدفاع الإيراني مع رئيس النظام السوري في دمشق حق سورية بالرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مناطق في ريف دمشق، إذ شجع الجانب الإيراني حليفه السوري على الرد، حسبما أفاد إعلام النظام ووفق وزير خارجيته وليد المعلم الذي قال إن الاحتمالات مفتوحة على كل شيء. إلا أن القرار الأمريكي الروسي يبدو أنه هو من سيحدد أبواب هذه الاحتمالات وأيها مفتوح وأيها مغلق.

 

قطر تترك الملف السوري...

19_09_12_095212_حمد_بن_جاسم_1

نقلت مصادر كثيرة ورددت وسائل الإعلام قضية سحب الملف السوري من يد قطر، على خلفيات كثيرة أهمها معضلة تشكيل حكومة هيتو وثانيها فوضى الداخل السوري والتدخل الإسرائيلي حسب محللين. وقرار استبعاد قطر من الملف هو قرار أمريكي رافقته وبسرعة جولة زير الخارجية الأمريكي بين العواصم. بينما يتجه قادة المعارضة والائتلاف حالياً نحو الرياض، حيث سيستقر الملف السوري، وحيث حطت طائرات الائتلاف المتنقلة بين المطارات أخيراً ليجتمع كل من الرئيس المؤقت للائتلاف جورج صبرا، ومحمد طيفور نائب المراقب العام لإخوان سوريا ونائب رئيس المجلس الوطني، وعبد الأحد صطيفو رئيس كتلة السريان الآشوريين، مع الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات السعودية في مرحلة أولى ثم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. سارع السعوديون إلى إبلاغ الوفد السوري المعارض بموقفهم المتمثل بضرورة "وقف الحرب الدموية عن طريق التفاوض ومن بوابة مبادرة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. وهو موقف يلقى دعماً أميركياً كاملاً وتفهماً روسياً"، وربما هذا الاعتدال متناسب مع الدبلوماسية السعودية أكثر من تناسبه مع القطريين، على اعتبار أنه وليد محاولة خلق نقطة وسط يجتمع حولها الروس والولايات المتحدة وتنعكس بشكل سريع على الدولة العربية الأكثر تأثيرأً في الملف وهي السعودية، بينما من الممكن أن يكون الاجتماع القادم للائتلاف وما سيتبعه من استحقاقات حول تشكيل الحكومة وسواها هو أحد انعكاسات تغيرات الطقس الدولي في ظل استمرار الثورة على الأرض.