رسب فراس العراقية بامتحان البكالوريا بتقرير من مفتش.. والعراقية ينتقم من المفتش بتقرير مضاد ومقطع جنسي مصور

في ترتيباته لتقديم الامتحان، لم يحسب فراس الجهام/ العراقية، قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في دير الزور و"طالب البكالوريا العلمي" -في الوقت ذاته هذا العام- حساباً للحسد والغيرة والوشاية، وربما الإعلام (أنظر مظاهر من امتحانات الثانوية العامة في دير الزور)؛ ولم يخطر بباله أن إجراء شكلياً لمكافحة الملل، الذي يسببه الحضور شخصياً إلى قاعات الامتحان، بتكليف شخص آخر للقيام بهذه المهمة بدلاً عنه، سيطيح بمحاولته الجادة للحصول على شهادة الثانوية العامة، ويجهض رغباته بدخول الجامعة طالباً في كلية الاقتصاد.

فإلى مدرسة (جميل علوان) في شارع الوادي في مدينة دير الزور، توجه المفتش الوزاري القادم من دمشق (يوسف شقرا) يوم امتحان اللغة العربية، للتثبت من وشاية وصلته عن عملية غش وانتحال شخصية لصالح "الطالب" فراس الجهام، ولم تفلح، بعد اكتشافه التزوير، محاولات مدير المركز والمراقبين ثني المفتش العنيد عن كتابة تقرير بالواقعة سيتسبب بالمحصلة برسوب العراقية، الذي حاول من جانبه اعتقال المفتش شقرا وسجنه، لولا تدخل ضابط مخابرات لجأ إليه المفتش.

انسداد أفق "التشبيح"  أمام العراقية دفعه إلى اتباع أسلوب "الحسنى"، وإرسال وساطات للصلح ترجو المفتش الإحجام عن رفع التقرير إلى الوزارة. وحسب مصدر من ميليشيا "الدفاع الوطني"، أسقط المفتش شكواه، واستجاب لعرض العراقية بالصلح، ولبى دعوته بهذه المناسبة لوليمة/ سهرة أعدها في منزل بحي القصور في مدينة دير الزور، حيث أعدّ فخاً جنسياً للمفتش صوره فيه في وضعيات مخلة، مع فتيات ليل كن حاضرات في السهرة، واحتفظ العراقية بالمقطع المصور إلى حين صدور النتائج، وحين صدرت بحجب نتيجة "الطالب فراس ذياب الجهام"، أي رسوبه، تقدم بشكوى رسمية تتهم المفتش بالفساد والانحلال، مرفقة بالمقطع المصور، إلى وزارة تربية النظام ومدعومة بمسؤولين نافذين فيها.

استدعي المفتش (شقرا) للتحقيق من قبل الوزارة، وهو مهدد اليوم بالطرد من وظيفته، غير أن هذا لم يشفِ غليل قائد "الدفاع الوطني"، الذي يحاول تصحيح الموقف بشكوى تظلم رفعها إلى الوزارة، يطالب فيها ب"إنصافه" من أثر "تقرير كيدي" تسبب برسوبه.

يقول (م)، وهو واحد من اصدقاء العراقية المقربين، إن مدير تربية دير الزور، خليل الحاج المعروف بخليل الچلبة، هو من يقف وراء المؤامرة التي ضيعت على "أبو علي" فراس فرصة مضمونة للنجاح بالباكالوريا، "أبو علي كان يريد شهادة جامعة، وعيجبته كانت كلية الاقتصاد.. وهو يريد يشتغل نظامي لهالبلد، ويعرف أنه عشان يستلم منصب، يستاهله هو بكل الأحوال، لازم يكون عنده شهادة جامعة". إذ يعلم أن "الدفاع الوطني" سينحل في النهاية، وبعد أن "ترجع البلد مثل ما كانت"، ولا يرضى بعد أن تنقضي "الأزمة والأحداث نهائياً انه يقولو له يعطيك العافية، ويرجع يقعد بالبيت"، يقول (م) الذي يدافع عن العراقية، ويرى فيه رجلاً شجاعاً وكريماً ومحباً للتعليم، "بوقت الحصار، منو من كل مسؤولين هالبلد سأل عن المعلمين؟ ومنو قال لهم خذوا ربطة هالخبز؟ غير أبو علي"، مذكراً بالمناسبات التي وزع فيها العراقية خبز ومواد غذائية على معلمين، و"أي استاد، أو معلمة، تصير معاه مشكلة، أو يلزمه أي شي، ما كان يروح إلا على أبو علي"؛ ورغم ذلك، حسب ما يسترسل (م) في توصيف حالة "الخذلان" التي أحس بها صديقه، "ما بيّن بعين أحد هالشي، وخاصة هالنذل خليل الچلبة، وهو أول واحد كان يكولك لأبو علي، قبل ما ينبت له ريش".

لا يُعلم بعد من هي الشخصية الأمنية الثقيلة التي تتولى حماية مدير التربية، الذي بدأ يحظى في العام الأخير بنفوذ متصاعد استغني فيه عن الخضوع والتملق لشخصيات أدنى مرتبة بوزن فراس العراقية، وربما كان أحداً ما من "الجانب الإيراني" في دير الزور، هو من أطلق يد مدير التربية، إلى حدّ يتجرأ فيه على التمرد على قائد "الدفاع الوطني".