حملةٌ تقودها إيران ويتصدّى لها ثوّار درعا.. ودوما مجزرةٌ متجدّدة

جرحى جراء القصف على دوما - وكالة AFP

لم تستطع الحملة التي شنّتها قوّات النظام، مدعومةً بميليشيا حزب الله اللبنانيّ والفصائل الإيرانية التي كانت لها الأولوية في المعركة، التقدّم أبعد من قرية دير العدس شمال محافظة درعا. فالحملة التي أعلن عنها النظام وسوّق لأهميتها خلال أسابيع، وأرسل بوزير دفاعه للرفع من معنويات الجند فيها، باتت شبه فاقدةٍ للتنسيق، كما أن نتائجها كانت غير متوقعةٍ بالنسبة إلى القادة العسكريين ال

ذين خطّطوا لها. فعشرات القتلى من مختلف التشكيلات المقاتلة في صفّ النظام، إضافةً إلى مئات الجرحى، سقطوا في أوّل ثلاثة أيامٍ من الحملة.
ولكن اللافت في هجوم درعا الأخير هو القيادة الإيرانية المباشرة له، بل قالت تسريباتٌ إنه تمّ بإشرافٍ وقيادةٍ مباشرةٍ من قاسم سليماني، قائد ما يسمّى بفيلق القدس، ذراع إيران الخارجية في الإرهاب. ووفق الأنباء المتواترة عن هذا الهجوم أعدم الضباط الإيرانيون 12 ضابطاً من جيش الأسد بتهمة "الخيانة" والتواصل مع الثوّار.
وتعمد القوّات الإيرانية اليوم إلى توجيه نيرانها بالقصف البعيد على مدينة الحراك والريف المجاور، بالتزامن مع محاولات تقدّمٍ برّيةٍ مرتبكةٍ على المحور الجنوبيّ الغربيّ لدمشق باتجاه القنيطرة، فيما تتصدّى فصائل مختلفةٌ من الجيش الحرّ لتلك المحاولات. وأمام هذا المشهد أنشأت إيران مؤخراً جسراً جوّياً يصل مطار بغداد بمطار اللاذقية، لنقل مرتزقةٍ من العراق وإيران وأفغانستان للقتال في ريف درعا، ليكافئ كلَّ مقاتلٍ سوريٍّ في صفوف النظام أربعة مقاتلين أجانب.

دوما تحت النار

في الوقت الذي انشغلت فيه وسائل الإعلام العالمية، ووزارات خارجيات الدول الفاعلة في الشأن السوريّ، بتداعيات إحراق الطيار الأردنيّ معاذ الكساسبة ومقتل ناشطة الإغاثة الأمريكية بعده، كان طيران الأسد ومدفعيته يتجهان إلى دوما ليقتلا أكثر من 200 شخصٍ غالبيتهم من المدنيين، ويجرحا المئات خلال أربعة أيامٍ من قصفٍ لم يتوقف، مترافقاً مع حصارٍ مشدّدٍ على المنطقة لمنع دخول الغذاء والدواء إليها. واتّسمت الحملة التي وُجّهت ضد دوما وعربين وكفر بطنا بالعشوائية، كما جرت عادة هجمات قوّات الأسد.
ومقابل القصف الشديد على دوما، رفضت لجنة التفاوض في بلدة ببيلا جنوب دمشق الجلوس مع وفد النظام للتوصّل إلى هدنةٍ جديدةٍ في المنطقة، بعد أن اتهم النظام سكان ببيلا ويلدا وبيت سحم بعدم الالتزام بالهدنة التي وقّعت سابقاً، والتي كانت تنصّ على إنشاء حواجز مشتركةٍ بين قوّات الأسد وأهالي هذه المدن. وإزاء ذلك قام النظام بإغلاق الممرّ الوحيد في المنطقة، الذي كانت المواد الغذائية والطبية والبضائع الأخرى تمرّ من خلاله. 

مواجهاتٌ في ريف حماة الغربيّ

اسـتعاد ثــوار الريف الغـربيّ لمحافظة حماة زمام المبادرة في استهداف مواقع النظام في المنطقة التي تعدّ من أكثر المناطق كثافةً لقوى الأسد العسكرية والأمنية في المحافظة. فقد سُجّل مؤخراً استهدافُ مجموعةٍ عسكريةٍ من جيش النظام قرب مدينة السقيلبية، أدّى إلى مقتل أكثر من خمسة جنودٍ بينهم ضابط. وترافق الاستهداف مع مواجهاتٍ في محيط بلدة اللطامنة التي تتعرّض لقصفٍ عنيفٍ منذ أكثر من عام، في سلوكٍ انتقاميٍّ من قبل قوّات النظام لخروجها عن سيطرته.

بعد كوباني، خسائر أخرى لداعش

تتوجّه الفصائل الكردية المقاتلة ضمن ما يسمّى بوحدات حماية الشعب، مدعومةً بفصائل من الجيش السوريّ الحرّ، وبطيران التحالف الدوليّ، نحو ريف مدينة تلّ أبيض على الحدود السورية التركية. وذلك بعد إتمام السيطرة على غالبية القرى المحيطة بعين العرب (كوباني)، وإجبار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على التراجع شرقاً وجنوباً.
وبدأت المعارك في ريف تلّ أبيض على نطاقٍ محدودٍ، بينما ينقل ناشطون مدنيون من المنطقة أخباراً تفيد بتوجّه قوات دعمٍ، وكتائب كرديةٍ، إضافةً إلى كتائب من الجيش الحرّ، لشنّ هجماتٍ ضدّ مقاتلي داعش باتجاهاتٍ مختلفةٍ، نحو جرابلس غرباً وتلّ أبيض شرقاً، إضافةً إلى مناوشاتٍ مستمرّةٍ في القرى التي تسيطر عليها داعش شمال محافظة الرقة.