انتصارات درعا تخطف الأنظار من جديد.. وتعيد للكفاح العسكريّ حضوره

usnews.com

دون إنذارٍ مسبق، وفي الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار إلى جبهاتٍ أخرى، حقق الثوّار المنتمون إلى فصائل عسكريةٍ عدّةٍ تقدّماً كبيراً بالسيطرة الكاملة على مدينة نوى بعد أشهرٍ من القتال حولها. فقد انسحبت قوّات النظام من المدينة بشكلٍ مفاجئٍ لتصبح نوى ومواقع عسكرية داخلها وفي محيطها تحت سيطرة الثوار، الذين لم تنجح الهجمات الجوّية المكثفة لطائرات الأسد في وقف تقدمهم.
وليعلن الجيش السوريّ الحرّ المدينة محرّرةً بالكامل، مذكراً بإعلانات انتصارٍ مشابهةٍ افتقدها جمهور الثورة منذ مدّةٍ طويلة، فيما نشرت جبهة النصرة صوراً لأعلامها ترفرف فوق عدّة أبنيةٍ قالت إنها من المدينة المحرّرة. أما وكالة سانا الناطقة باسم نظام الأسد فقالت إن الجيش "نفذ مناورةً لإعادة الانتشار والتموضع بما يتناسب مع طبيعة الأعمال القتالية المقبلة" في المنطقة. وبتحرير نوى حقق الثوار إنجازاً لافتاً يمهّد لعملياتٍ عسكريةٍ قد تقترب من دمشق وتسهّل عمليات الإمداد والتنقل بين البلدات المحرّرة، باعتبارها نقطة وصلٍ رئيسيةٍ بين الريف الشماليّ الغربيّ والريف الجنوبيّ الغربيّ من هذه المحافظة.
ولحقت تلك العملية عمليةٌ أخرى قام بها مقاتلون من "جبهة ثوار سوريا في المنطقة الجنوبية" وجبهة النصرة، سيطروا فيها على المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا وصولاً إلى حدود مفرق إزرع. وتُقلص انتصارات الثوار الأخيرة عدد المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة الأسد في محافظة درعا إلى حدٍّ كبير.

معارك كرٍّ وفرٍّ في القلمون وبادية حمص وعين العرب

تحاول تشكيلات الجيش الحرّ والفصائل الإسلامية المقاتلة في مناطق من القلمون استنزاف قوّات النظام السوريّ في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، واستنزاف ميليشيا حزب الله اللبنانيّ من خلال استدراجها إلى معارك صغيرةٍ تتكبّد فيها خسائر بشريةً مؤلمةً بالكمائن والعمليات الخاطفة. وشهدت الأيام السابقة عدّة عملياتٍ من هذا القبيل، منها إفشال عملية إنزالٍ جويٍّ لقوّات النظام، مترافقاً مع تقدّمٍ بسيطٍ في بعض قطاعات الجبهة.
وفي البادية القريبة من حمص، تمكّن تنظيم "الدولة الاسلامية" من السيطرة على حقل الشاعر للغاز وبعض المواقع النفطية المجاورة له، قبل أن تشنّ قوّات الأسد هجماتٍ مضادّةً أبعدت مقاتلي التنظيم عن "الشاعر" وأحبطت الهجوم الموازي للتنظيم على مطار التي فور ذي الأهمية الكبرى لقوة الأسد الجوية. وفي أقصى الشمال السوريّ استمرّت معارك عين العرب/ كوباني بين مقاتلي "الدولة" والمقاتلين الأكراد، في حين لم تتوقف غارات التحالف الدوليّ على مواقع التنظيم وطرق إمداده نحو المدينة.

جوبر.. صمودٌ مستمرّ

استمرّت قوّات النظام، خلال الأيام الماضية، باستهداف حيّ جوبر شرق العاصمة دمشق، ضمن عمليةٍ عسكريةٍ مستمرّةٍ منذ حوالي عامٍ للسيطرة على الحيّ وإخلائه من كتائب الجيش الحرّ. وقد شهد الأسبوع الماضي استخداماً للغازات السامّة في الحيّ للمرة الرابعة، وسُجّل وقوع ضحايا جراء هذا الاستهداف، في حين لم تتمكن قوّات النظام من التقدّم باتجاه الحيّ الذي دُمّر ما يزيد على 80% من أبنيته حتى الآن.
وبالقرب من جوبر اشتدت المعارك حول جسر زملكا الذي يحوز أهميةً استراتيجيةً في المنطقة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه قوّات النظام سيطرتها عليه نقل إعلاميون عسكريون تسجيل فيديو لمجموعاتٍ من الثوّار وهي تتجوّل فوق الجسر.

إدلب.. اشتبـاكاتٌ بــين فصائل معارضة

سيطرت جبهة النصرة على جبل الزاوية بعد معارك متنقلةٍ مع جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف، المصنفة ضمن "فصائل المعارضة المعتدلة". وطالت هجمات النصرة أيضاً مواقع ومقرّاتٍ لحركة حزم. وعرضت النصرة، في مقاطع مصوّرةٍ بثتها على شبكة الإنترنت، كمياتٍ هائلةً من الأسلحة والذخيرة قالت إنها عثرت عليها في مستودعات معروف، متهمةً إياه بتكديس السلاح وعدم استخدامه لقتال قوّات الأسد.