السوريون في الإعلام التركي
إجرام... وتشرد... ومبالغات

إعداد رياض أولار

قال تصريح رسمي لوزارة الداخلية التركية: «إن التوترات التي تحصل، من حين لآخر، بين السوريين والأتراك من جهة، وبين السوريين أنفسهم من جهة أخرى, قد ضُخّمت ونُقلت بطريقة تفجر الانفعالات داخل المجتمع، وهناك محاولات لجعلها وسيلة للنفاق السياسي».

وقالت إن «المعدل السنوي للحوادث التي شارك فيها سوريون في تركيا، بين عامي 2014 و2017، هو %1,32 من مجمل الجرائم التي ارتكبت في البلاد. والقسم الأكبر من هذه الحوادث حصل بين السوريين أنفسهم». وأضافت: بحسب المعطيات التي بأيدينا, وعندما نأخذ أعداد الضيوف السوريين في الاعتبار، نجد أن الجرائم التي يرتكبونها قليلة جداً نسبة إلى المعدل العام.

وفي ما يلي جولة على بعض أخبار السوريين في تركيا كما نشرتها صحف ومواقع إخبارية مؤخراً.

تركية تشغّل سوريات بالدعارة في أضنة

تحركت دورية من آمرية الأخلاقية بأضنة إلى حي دينيزلي بمنطقة سيهان، بناء على إخبارية تفيد بوجود شبكة دعارة في أحد المنازل. مثّل أحد رجال الشرطة دور الزبون وطلب من صاحبة المنزل (إيفير. ك) امرأة سورية، فطلبت منه 30 ليرة أجرة السرير و100 ليرة للمرأة. وقد صرح الشرطي عن هويته فوراً عند دخول المرأة إليه وألقى القبض عليها. وقالت في إفادتها إنها هربت من الحرب، وإنها تعمل بالدعارة لإعالة أطفالها. وبناء على المعلومات ألقي القبض على 9 سوريات أخريات كن يعملن في المنزل نفسه. وأطلق سراح السوريات لاحقاً، بينما حوّلت صاحبة المنزل إلى المحكمة المناوبة.

الاعتداء على أسر سورية في مرسين بعد جريمة قتل

اعتدت مجموعة من الأتراك على سوريين في منطقة أكدينيز بمرسين، بعد مقتل الشاب التركي (حنيفة .ح) على يد شاب سوري طعناً بالسكين.

وجرح سبعة سوريين إثر الشجار، وألقي القبض على 11 شخصاً انخرطوا فيه، وتضرر محلان وثلاثة سيارات نتيجة استعمال المتشاجرين العصي والحجارة. وقد حضر مدير أمن مرسين، محمد شاهني، إلى مكان الحادث وطالب الأهالي بعدم الانجرار وراء محاولات الاستفزاز.

وقد نقل الجرحى في المشافي المجاورة للعلاج، أما المشتبه فيهم فأُرسلوا إلى مشفى المدينة لإجراء الفحص الطبي ثم نُقلوا إلى مركز الأمن لأخذ إفاداتهم.

توتر خطير في قونية

أثناء تجوال محمد إرتونج 20) عاماً)، مع صديقه داود گونير، في حي الفاتح بمنطقة كارابينار التابعة لقونية، صادف مصطفى المحمد (35 عاماً، أب لثمانية أولاد) الذي يتهمه محمد بالاعتداء على شقيقته، وبصحبته حسين المحمد، وهو أب لخمسة أولاد. وبعد وقت قصير تحول النقاش الذي دار بينهم إلى شجار، فأحضر إرتونج بارودة صيد من منزله وأطلق النار على السوريَّين اللذين نقلا إلى المشفى حيث توفي مصطفى رغم محاولات الأطباء. وتم توقيف إرتونج وصديقه.

وإثر انتشار الخبر تجمّع مئات الأتراك، الذين اتفقوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتظاهروا في الشوارع منشدين النشيد الوطني، ثم هاجموا منازل يقطنها سوريون في حي تشيتِني، وحاولوا إضرام النار فيها، ولكن الشرطة طوقت المكان وأخلت بعض المنازل إلى بناء مركز صحي، مما منع كارثة كانت على وشك الوقوع.

هذه الصداقة أدمعت عيوننا

وبالمقابل تناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التركية صورة الطفل السوري حسن (14 عاماً) وكلبه، يحضنان بعضهما، وهما نائمان على أحد أرصفة حيّ بشكطاش باسطنبول. كان حسن في الثانية عندما فقد والدته، اما والده فما زال يعمل في سورية. وبعد أن تخلى عنه عمه، الذي اصطحبه من هناك قبل 3 سنوات، لم يعد له في تركيا إلا كلبه الذي سمّاه زيتون: «عثرت عليه في الشارع . إنه يحبني وأنا أحبه. منذ 7-8 اشهر ونحن نعيش معاً. ننام في مواقف الباصات أو في السوق. عندما أحضنه لا أشعر أنه كلبي, بل صديقي الوحيد».

وقد لفتت الصورة انتباه الكثيرين، ومنهم أسماء مشهورة مثل المطرب الشهير هالوك لاونت الذي أطلق نداء على تويتر شرح فيه قصتها وقال في مجموعة تغريدات: «وصل فريق منظمة «أحباب» اليوم إلى الطفل، وقمنا بكل ما نستطيع فعله، ولكن هذا غير كاف. هناك المئات مثله ينامون في الحدائق. على الحكومة اتخاذ تدابير سريعة، على الأقل قبل أن يأتي الشتاء».