"الكليجة الديرية"يفتقدها النازح بعيداً عن دير الزور

لا يمكن القول إن دير الزور مشهورةٌ بصناعة الحلويات والمعجنات، إلا أن أحداً لا ينكر أيضاً أن لها صنفها المميّز الذي اعتادت الجدّات على صناعته.

مهما تعدّدت أنواع الحلوى على الطاولة يبقى "للكليجة" مكان الصدارة، فلماذا يندر أن تجدها الآن في محلات الحلويات، على الرغم من أن أعداد هذه المحلات في ازدياد؟ السيد نادر مصطفى، صاحب أحد محلات الحلويات في البوكمال، وهو يعمل فيه بعد نزوحه من دير الزور منذ قرابة عامٍ ونصف، شرح ذلك بقوله: "الكليجة" صنفٌ من أصناف الحلويات المشهورة التي تميّز دير الزور، والذي يميل إليه أهالي المدينة بشدّة، حتى أن بعضهم اعتاد على نكهتها من محلٍّ معينٍ عدّة سنواتٍ لا يغيّره أبداً. قسمٌ كبيرٌ من محلاتنا كانت تعرضها للبيع طيلة العام وتلقى إقبالاً كبيراً، إلا أن الاقبال عليها كان يزداد في مواسم الأعياد بصورةٍ خاصّة. وقد انتقل الكثير من أصحاب محلات الحلويات في دير الزور المدينة إلى ريف المحافظة ومدنها بعد النزوح، مثل البصيرة والميادين والكسرة والبوكمال. ووجد هؤلاء أنفسهم مجبرين على صنع الأصناف التي توافق الذوق العام في الأماكن التي يعملون فيها. ويبدو أن الكليجة في هذه المناطق ليست الصنف المفضّل. وحتى في الأعياد يميل أبناء هذه المناطق إلى صناعتها في المنزل. في البوكمال، حيث أعمل مثلاً، يميل الناس أكثر إلى أصناف الحلوى ذات السعرات الحرارية العالية، والتي تحوي نسبةً عاليةً من السمن ومن السكر، مثل الشعيبيات والهريسة والبقلاوة. ويمكن القول إنها حالةٌ شبه عامةٍ في الريف. وشيئاً فشيئاً، ومع تضاؤل الطلب، وجدت أن "الكليجة" أصبحت في ذيل القائمة، إلى أن اضطررت إلى حذفها في النهاية، وتحويلها من صنفٍ دائمٍ - كنت في دير الزور شبه مختصٍّ به - إلى صنفٍ ثانويٍّ أصنعه في مواسم الأعياد فقط".