أمين الحمــصي
"من هنا مرّ إرهابيّو القابون" هكذا يكتب الإرهابيّون عندما يدمّرون منشأةً، وفق النظام السوري. كما أن هناك تسميات كثيرة يطلقونها على أنفسهم ويطبعونها على الركام الذي شكّلوه بأعمالهم، التي يقوم الجيش الوطني بإعمارها، وإعادة الناس إليها.
إرهابيّو القابون يكتبون أيضاً...
ـ مع تحيات هيئة الذبح الممنهج الذي نقوده ضد المدنيين.
ـ نحن قاطعو الرؤوس وباقرو البطون من زمن الجاهلية.. قادمون إليكم لنعيث خراباً في هذا البلد الجميل..
ونحرق الياسمين.
ـ مشيخات الخليج بانتظاركم يا أعداء إسرائيل.. رافقتكم السلامة.
يمكن أيضاً للإرهابيين أن يكتبوا رسائلهم على العبوات الناسفة والقذائف، إذ إن أغلبية هذه القذائف تبقى أغلفتها الخارجية سليمة، وبعضها لا ينفجر، مما يتيح لعناصر الجيش ومكافحي الإرهاب قراءتها. ولا نستغرب أن العبوة الناسفة التي وجدت في ضاحية بيروت الجنوبية مكتوبٌ عليها "مع تحيات كتائب عمر"، لأن تلك الكتائب كانت على قناعةٍ تامةٍ بأن العبوة لن تنفجر، وأن الأهم هو إيصال الرسالة الطائفية النظرية التي تسعى إلى تدمير النفوس والأخلاق قبل تدمير البيوت وقتل الأفراد.
تكتب مراسلة سانا في القابون: "ترك الإرهابيون آثارهم في منطقة القابون الصناعية التي تحولت مع أعمالهم الإجرامية المدمرة إلى خردة وركام، بعد أن كانت تضجّ بهدير الآلات وصخب حركة المئات من العمال وهم يؤمّونها كل صباحٍ للاستعانة على متطلبات الحياة بعرق الجبين والعمل الشريف"... ومن هنا يتضح أن الإرهابيين يستهدفون لقمة المواطن وهدوءه ويركزون عملياتهم على "معمل سيارات شفرولييه" و"الشركة الوطنية لتصنيع الرؤوس النووية الضخمة" والخماسية لتخصيب اليوارنيوم" و"منشآت الأسد لتصنيع للمحركات الضخمة وتطيير الطيارات".
جبهة فيسبوكية...
اعتبره البعض انقلاباً عسكرياً، والبعض الآخر ثورة شعبية، وأسهم من وجد تزاوجاً بين الحالتين، اعتماداً على أهم ما كتبه الأصدقاء على صفحاتهم في الفيسبوك حول القضية المصرية.. بإمكانك اليوم أن تقرأ ذاك الرأي وما عليك إلا باللايك، ثم تقرأ ما يناقضه فتراه مقنعاً وتمارس لايكاً آخر. وبعد ذلك يمكنك بناء نظريتك الشخصية فيما يحصل بعد أن أصبحت مثقفاً مطلعاً على القضية المصرية وخلفياتها التاريخية وحراك الشارع المصري، كونك قرأت عدة بوستات على صفحات أصدقائك تشكل النقاط الرئيسية في السي ڤي الذي تمتلكه، وتؤهلك حتى للمشاركة في حراك الشارع. وبعد فترة قد تحس بالضجر والضياع فتطالب الجميع بالعودة إلى سورية، وتعود إلى بكائياتك اليومية لتطالب يوماً بوقف القتال، ويوماً بإغاثة المدنيين، وغيره بتسليح الجيش الحر. وترفض جينيف 2 تارة، ثم تقبل جينيف 24 بعد 24 ساعة. يمكنك اليوم شتم الائتلاف الوطني، لأنه لم يقدم دعماً للثوار، ولأن أعضاءه يسكنون الفنادق بدلاً من الخيم. ويمكنك في الغد أن ترى أن الائتلاف ضرورةٌ سياسيةٌ لتمثيل كيان المعارضة في الخارج.. أنت حرٌ في كره الجربا بسبب كنيته، وأحياناً لانتمائه لعشيرة سورية، على اعتبار أنك ابن مدينة.
وبعد جلسةٍ مع بوستات مجموعة من الأصدقاء تجد أن الاتهام بالاسم والانتماء باطل، فتهاجم من يقذف الجربا بسبب اسمه وانتمائه. وتركّز على تاريخه فتضيع بين من يكتب عنه بأنه تاجر مخدرات، وبين من يقول إن أخاه يسكن في الشقة المجاورة لبشار الأسد في المزة 86.
أنت حرٌ ما دامت صفحة الفيسبوك صفحتك... تحذف من تشاء، وتقبل من تشاء ، تضع صورتك بأي لباسٍ وأي زيٍ تريد أو تغيرها الى صورة من تحب ويمكنك ايضاً ان تغلق الصفحة كلها ...فهي تعبر عنك بشكل أو بآخر، وتشير إلى منسوب الوعي والنضج والثقافة في شخصك.