قبل جنيـف: الحرّ يصمد في وجه الأسـد في دمشق، وينهـض في جبهات حلب

دير الزور | عدسة أحمد | خاص عين المدينة

يناور الجيش الحرّ في العاصمة دمشق، إذ قام بثلاثة تفجيراتٍ بسياراتٍ مفخّخةٍ في المناطق الجنوبيّة، استهدفت تجمعاتٍ لقوات النظام وأدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى منهم، رغم الهجمة العنيفة وغير المسبوقة لقوات الأسد على هذه المناطق، والتي أدّت الى انسحاب الثوار من بلدة حجّيرة لصعوبة الدفاع عنها في ظل ظروف الحصار المأساوية التي يشهدها جنوب دمشق.
وفشلت قوات النظام في تدمير منطقة ظهر المسطاح قرب حيّ برزة، بعد أن قامت بتلغيم بئرٍ في تلك المنطقة بـ 10 أطنان من مادة (TNT) المتفجرة، التي أدّت إلى مفعولٍ عكسيٍّ حين دمّر التفجير عدداً كبيراً من بيوت حيّ عش الورور وأدى إلى إصاباتٍ في صفوف الشبّيحة. فيما تمكن الحرّ من استهداف رتلٍ عسكريٍّ حاول اقتحام منطقة الأصفر شرق مطار دمشق الدولي، وقتل عناصر الرتل البالغ عددهم 25 عنصراً.

وتتوارد أنباءٌ من ناشطين وقادة عسكريين في الجيش الحرّ عن حركةٍ غير طبيعيةٍ لميليشيا حزب الله على الجانب اللبناني للحدود. ويراقب الحرّ المنتشر هناك عن كثبٍ تلك التحركات ويتهيّأ منذ أسابيع لأي سيناريو محتمل في منطقة القلمون، التي تمتد حدودها عشرات الكيلو مترات مع الجانب اللبناني، وتتميز بأهميةٍ كبيرةٍ لقطعها طريق إمداد قوات الأسد بين دمشق ومناطق الشمال والساحل السوريين.
ويخوض الثوار في ريف حلب الشرقيّ معارك عنيفةً بين كرٍّ وفرّ، إثر محاولة نظام الأسد التقدّم على جبهة اللواء 80، بعد أن زجّ وبشكلٍ غير مسبوقٍ بالميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية في هذه المعارك. ويخطّط النظام لقطع إمدادات الجيش الحرّ من طرف الريف، عبر السيطرة على حيّي الصاخور وطريق الباب، مما دعا فصائل الحرّ في حلب إلى إصدار بيانٍ للتعبئة العامة "النفير العام" نظراً لخطورة الوضع الميداني، فاستعاد الحرّ زمام المبادرة بعد تقدمٍ للنظام في محيط مطار حلب، سعياً منه لفك الحصار عن مطار كويرس وتوجيه ضرباتٍ في العمق إلى الثوار، ومحاولة إعادة السيطرة على بعض المناطق التي خرجت من قبضته منذ أكثر من عام. وتمكن الحرّ من إعطاب عدّة طائراتٍ حربيةٍ داخل مطار النيرب، بعد استهداف لواء التوحيد للمطار بصواريخ (غراد). كما تمكن (أحرار الشام) بحلب من إسقاط مروحيّةٍ للنظام كانت تقصف قرى الريف الجنوبي. وتمكن الحرّ من تدمير آلياتٍ ثقيلةٍ في منطقة جمعية الزهراء، واستعاد السيطرة على العديد من الأبنية في حيّ الخالدية.
وفي غضون ذلك، قال مصدرٌ في لواء التوحـــيد إن قياديــــاً في اللــــواء استشهد، بينما أصيب عدة قادة آخرين بجروح، في غارةٍ للطيران الحربي على مدرسة المشاة. وأضاف أن كلاً من القائد العسكري للواء، عبد القادر الصالح، والقائد العام، عبد العزيز سلامة، بصحةٍ جيدة، بعد أن تعرّضا لإصاباتٍ خفيفة.
وكان رئيس المجلس العسكري في حلب وريفها، العقــــيد عبد الجبـــــار العكيدي، قد أعلن استـــــقالته، بعد أن سيــــطرت قوات نظـــــام الأســـد، مدعومةً بميليشــــيا حزب الله والحـــــرس الثـــوري الإيراني، على مدينة السفيرة جنوبي حلب.
وتستمرّ الاشتــــباكات في ريف حمص على عدّة جبهات، بعد معارك عنيفة منذ أكثر من 15 يوماً، تمكن الثوار خلالها من السيطرة على ثاني أكبر مستودعات الأسلحة التابعة لقوات النظام قرب بلدة مهين شرقي محافظة حمص، واستولى الحرّ على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
وتتعرّض أحياء دير الزور المحرّرة لقصفٍ مدفعيٍّ وصاروخيٍّ عنيفٍ لقوات النظام، يستهدف أحياء المطار القديم والرصافة والصناعة، فيما يواصل الثوار الضغط في المطار العسكري برشقاتٍ صاروخيةٍ محلية الصنع، أدّت، وبحسب معلوماتٍ مؤكدة، إلى إصابة طائرة ميغ وطائرة شحنٍ على مدرج المطار.
أما في السويداء، فبعد صمتٍ طويلٍ ساد المحافظة جاء تفجير فرع المخابرات الجوية ليكسر هذا الهدوء، وأدّى إلى مقتل رئيس الفرع وثمانية من عناصره كانوا داخل المبنى، إضافة إلى جرح عددٍ آخر.