- الرئيسية
- مقالات
- صياد المدينة
في عنّازة بانياس.. حيث يتحول جميع صفّ الضباط إلى ضباط
جانبٌ من الحضور في اللقاء مع أمين شعبة البعث - العنازة
شعور مؤيدي بشار الأسد، في قرية عنّازة بانياس، بالمظلومية والنفور من أجهزة الدولة والحزب ليس عميقاً إلى الدرجة التي يقاطعون فيها ضيف الضيعة، أمين شعبة البعث، في محاضرته عن العروبة والإسلام. بل على العكس، امتلأت الصالة بالحضور المؤلف من رفاقٍ حزبيين وذوي شهداءٍ وجرحى ومفقودين، وأعضاءٍ في جمعية عنّازة بانياس الخيرية. وبتغطيةٍ إعلاميةٍ من صفحات الفيسبوك الثلاث المعنيّة بأحوال الضيعة، إضافةً إلى فيسبوكيين مستقلين ينافسون الصفحات الرسمية على جذب المعجبين.
خلال نصف ساعةٍ من المحاضرة، كان الإسلام عقيدةً عربيةً مطابقة تماماً لحزب البعث بنسخته الأسدية البشارية، وكانت العروبة قوميةً قديمةً قدم سفينة نوح، وكانت "الأزمة" قدراً مكتوباً ومؤامرةً كونيةً يقف في وجهها الجيش السوريّ المقدس. وكان الحضور مؤدّياً خير أداءٍ لواجبات الاستماع، قبل أن ينقضّ على المسؤولين البعثيين الزوّار بسيلٍ من المطالبات تبدأ بتخصيص "سرافيس لولاد الضيعة الموظفين بطرطوس"، الذين يعانون من الازدحام و"البهدلة قدّام طمع ووقاحة الشوفيرية المدعومين"، وتنتهي بالمطالبة بردم الحفرة أمام مقرّ البلدية، وغير ذلك من المطالبات العشوائية العامة والخاصة، قبل أن يأخذ "الرفيق سليمون"، ابن العنّازة وأمين فرقتها الحزبية، الكلام، محدّداً ثلاثة طلباتٍ رئيسيةً هي: افتتاح مكتبٍ للإسمنت في الضيعة، وافتتاح صرّافٍ آليٍّ فيها لتخفيف معاناة الجرحى وتوفير نفقات السفر إلى بانياس لاستلام الرواتب، وتفعيل محطة تحويل الكهرباء الشرقية. والأهمّ من كلّ هذا أن تتحوّل أقوال المسؤولين إلى أفعال.
كلّ شيءٍ كان على ما يرام في وقائع المحاضرة قبل أن يشاغب أحدهم بفتح سيرة نصّابٍ محليٍّ شهيرٍ "ميتمسح بثوب المشايخ"، يطلق على نفسه لقب "سيد الرعد"، وطرح على الضيف سؤالاً اعتبره معظم الحضور وقحاً، عن سبب تغاضي الدولة عن أعمال "سيد الرعد" المشينة وعجزها عن وضع حدٍّ له. ثم خاطب المشاغب مجلس إدارة الجمعية الخيرية المشاركين و"المشكورين على جهودهم"، متسائلاً: "بدنا نعرف وين متروح هالتبرّعات، وشو المصاريف الحقيقية لتعازي الشهداء؟ وليش متنسّب الجمعية أطفال ميرضعوا ومتعطيهم أرقام؟!". أثارت الأسئلة غضب مجلس الإدارة. وفشلت جهود الرفيق سليمون، ودعوته إلى "عدم نشر الغسيل الوسخ"، في تهدئة الأمور. بل كان لها دورٌ في تسعير الغضب، وخاصّةً مع لفتة "الغسيل الوسخ" التي تسيء إلى جهود الجمعية في صيانة المقامات والمقابر، وتحمّل تكاليف بيوت عزاء الشهداء، والحفاظ على سيارة الإسعاف على أتمّ الاستعداد، بحسب ما حدّد أحد الأعضاء أهداف الجمعية المعروفة والمعلنة على صفحتها على فيسبوك. ومن الصفحة أعاد المشاغب هجومه متسائلاً عن سبب خرق القوانين بتنسيب الطفلين الغيدق مهران غانم (سنتان ونصف) وهمسة مهران غانم (11 شهراً) إلى الجمعية ومنحهما الرقمين التسلسليين (152-153) على التوالي؟
وتساءل المشاغب كذلك عن حقيقة ما يشاع عن نية الجمعية تقسيم الحيّز المخصّص للشهداء في المقبرة إلى جزئين، واحدٌ للضباط وآخر لصفّ الضباط. منوّهاً إلى أن هذه النــــوايا -إن صحّت- ســـــتخلق "حســــاسيات" كثيــــرةً بين ذوي الشهداء، مذكراً الجميع بترفيع أيّ صفّ ضابطٍ إلى ملازم شرفٍ فور استشهاده، وفق مرسوم "السيد الرئيس".