كان لتحرير مدينة عدرا العمّالية وقعٌ صاعقٌ على جماهير الشبّيحة والمؤيّدين قبل أن يحاولوا استيعاب هذه الصدمة المفاجئة من خلال تناقل رواياتٍ مضحكةٍ عن قيام عوائل كاملةٍ بتفجير أنفسها خشية الوقوع في الأسر، وعن انتحاريين فخّخوا أنفسهم وراء أبواب منازلهم عند وصول الإرهابيين كي يوقعوا أكبر قدرٍ من القتل فيهم، كما فعل ـ وفق رواياتهم ـ العقيد جهاد حامد مخلوف. كلّ هذا مع أنباءٍ عن قوّاتٍ من نخبة المخابرات الجويّة والحرس الجمهوري والفرقة الرابعة بدأت باقتحام عدرا بغضب الأسود، حسب وصف ضابطٍ في المخابرات الجويّة، بحسب شخصٍ يطلق على نفسه اسم "الكوماندوس الأسدي"، يفاخر على صفحته الشخصية في الفيسبوك بمعلوماتٍ خاصةٍ وعاجلةٍ عن مجريات الأحداث.
وبعد ذلك بدأت محاولات الشبّيحة للعثور على تفسيرٍ لما جرى، فاتّهم كثيرٌ منهم النازحين القادمين من دوما وحرستا إلى عدرا، لتظهر وفقاً لهذا التفسير حدّة الكراهية والعنصرية والجنون، وكذلك الحقد والوحشية نحو كل نازحٍ إلى منطقةٍ من المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وخاصة في مستعمرات ضاحية الأسد ومساكن القطيفة والمزّة 86، إضافةً إلى النازحين في مدن وبلدات الساحل. وبلغ بهم السعار حدّاً باتوا يتوهمون معه سماع أصوات حفرٍ تحت الأرض في مشروع الزراعة باللاذقية والسومرية في دمشق، فالأنفاق التي دخل منها المسلّحون إلى عدرا (وفق بعض التفسيرات) ستدخلهم أيضاً إلى الزراعة والضاحية والمزّة! وللأسف، كما تستنتج (علوية – أسدية – وأفتخر) على صفحتها الشخصية في الفيسبوك، فإن "حكومتنا نائمة. وكندة الشماط (وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة الأسد) مشغولةٌ بشؤون النازحين التكفيريين الذين يشكلون خلايا نائمة لا بدّ أن تنشط في لحظة الصفر وبعد اكتمال الأنفاق وتنقضّ على قوّات الدفاع الوطني والأمن وعناصر الجيش لتسهّل هجوم المسلحين من الخارج، كما حدث في عدرا". ويعقّب على قولها (المقاوم من عين شقاق الأسد) بتحميل جزءٍ من المسؤولية على رجال الدفاع الوطني المشغولين بالنهب والسلب والرشوة، فهم، ووفق المقاوم، من سهّل مرور شاحنات البرّاد المليئة بالمسلحين عبر الحواجز إلى عدرا ليقبضوا ملايين الدولارات من زهران علوش قائد جيش الإسلام. وهنا يستشيط (الليث القرداحي) غضباً ويطالب بضرب المهاجمين بصواريخ السكود، فيردّ عليه المعلقون بأن يتذكّر أن هناك آلاف البشر من جميع قرى الساحل ما زالوا عالقين في عدرا، فيصحّح اتجاه الصاروخ ويطالب سيادة العميد ماهر الأسد بسحق دوما بالسكود بعد شحنه بالكيماوي، ثم بصاروخٍ آخر إلى حرستا وبالكيماوي أيضاً، ومنطقةً وراء منطقة... سترجع سوريا القديمة، سوريا الأسد.