عدسة كرم | خاص عين المدينة
درعا في واجهة المعارك..
وثباتٌ أسطوريٌّ في جبهات حمص وحلب
عاد سلاح الجوّ خلال الأيام الماضية ليكون الأكثر حضوراً في الصورة العامة للوضع الميداني في سورية. إذ اتجهت قوات الجيش النظامي، خلال انشغال الدول المؤثرة بالمبادرة الروسية وسحب السلاح الكيماوي، إلى استغلال الوقت وتوجيه ضرباتٍ مباشرةٍ بطائرات الميغ والحوّامات بطريقةٍ مكثفة، خاصة في محافظتي الرقة وإدلب. فقد وجّه النظام قواته خلال الأسبوع الماضي نحو الابتعاد قليلاً عن جبهات التماس التي لم يستطع التقدم فيها، خاصة في حلب ودمشق وريفها، بينما ما زال يمكنه قصف القرى وتدمير البنى التحتية في المناطق المحرّرة، وهو ما تبدّى جلياً في جبل الزاوية وأريحا بإدلب، وفي الطبقة والرقة، إضافة إلى مناطق أخرى مثل جبل الأكراد والتركمان في اللاذقية.
درعا وحماة تقدم نوعي
كانت أقوى ضربات الجيش السوري الحرّ خلال الأيام الماضية هي تحرير كتيبة الشيلكا وحقل الرمي وكتيبة المشاة في بلدة عتمان، والتي كانت تعتبر من أكبر مراكز التجمع العسكري في القطاع الجنوبي. وكان تقدم الجيش الحر فيها، بعد معارك عنيفة، بمثابة خلق خريطة جديدة لتوزع القوى
في محافظة درعا، وإمكانية فتح ثغرات جديدة نحو التقدم في محيطٍ باتت مساحات السيطرة للجيش الحر فيه أكبر وأقدر على التقدم وأكثر استراتيجية.
وفي حماة ركّزت قوات الحرّ على القطاع الشرقي الذي كانت قد تحققت فيه جملة من المكاسب، تمثلت بالسيطرة على حوالي عشرين قريةٍ جديدةٍ ضمن معركة "القادمون". وحاول الحرّ من خلال هذا التقدم خلق نقاط تمركزٍ جديدةٍ استطاع من خلالها تفجير عدة حواجز كبيرةٍ خلال أيام، مثل حاجز مورك، وصدّ محاولات تقدم قوات النظام في المنطقة. كما لم يمنع القصف المركّز على الريف الشمالي لحماة من الحفاظ على مكاسب الثوار فيها، ومنع التقدّم باتجاه ريف إدلب الجنوبي.
حلـــب ودمشق.. حفـــــــــــاظٌ على الراهن
لم تتغيّـــر الصــــــــورة الراهنة في حلب ودمشق خلال الأيام الماضية. إلا أن اللافت في كلتا المحافظتين الكبيرتين هو صمود قوات الحرّ رغم تكثيف الحملــــــــات العســـكرية الجويّة والبريـــــــة فيهمـــــا. ولا سيّما في حلب بعد السيطرة على خناصـــــر وفتـــــــــــح الطريق نحو تقدّمٍ جديدٍ للثـــــــــــــــــــوار بالقرب من الأتستراد الدولي.
وفي دمشق لم تســـــــتطع مجمـل محـــــاولات اقتحــــــــام المعضمية خلال أكثر من أسبوع أن تحقق أي تقدّمٍ على الأرض في المدينة التي كانت من بين الأهداف التي ضربت بالسلاح الكيماوي. كما أن قربها من مراكز قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ومن مطار المزة لم يهيئ للجيش النظامي اقتحامها.
وصمدت قوات الحرّ فيها، مدعّمةً بقوى ثوريةٍ وإمدادٍ متمثلٍ بوجود داريا في خاصرتهـــــا الجنوبية.
المنطقة الشرقية... معارك القطع العسكرية
ما تـــــزال الجبهـــــــة الشرقية على حالها، اشتباكاتٌ متقطعةٌ وشبه يوميةٍ بين الجيش الحرّ وقوات الأسد، مع محاولاتٍ من الطرفين لإحراز بعض التقدّم في بعض المواقع الجزئية. ففي معارك مطار ديرالزور العسكري سجل الحرّ بعض العمليات النوعية الصغيرة التي تتيح له أفضلية نسبية للحركة والمناورة خارج المطار، وكذلك الأمر في جبهات المدينة، وخاصة في حيي الصناعة والجبيلة، مع قصفٍ يوميٍ لقوات الأسد على الأحياء المحررة. وفي الرقة لا شيء يذكر حول الفرقة (17) واللواء (93) ومطار الطبقة العسكري.
وأما في محافظة الحسكة فما زال الجيش الحرّ يحكم سيطرته على الريف الجنوبي الممتد بدءاً من حدود محافظة دير الزور وانتهاءً إلى قرية الميلبية على مشارف الحسكة. وكذلك يسيطر الحرّ على بعض الأجزاء المهمّة في الأريـــــــــــــــاف الشـــــــــــــمالية الشرقية والغربية للمحافظة، مع اشتباكاتٍ ومعارك دامية مع قوات pyd الكردية.