ما زالت قرية الربيعة تشهد جدلاً حادّاً بسبب منشورات ناشطٍ فضائحيٍّ يسمّي نفسه "صقر الفساد، الربيعة، كشف الحقائق" (عرضنا له في العدد السابق من "عين المدينة"). وتطوّر الجدل إلى هجومٍ مسلحٍ، شنّه من اتهمّهم مكافح الفساد، على شابٍّ اشتبه أنه من يقف وراء الفضائح وإساءات الفيسبوك في حقهم. وأعلن أحد أبناء القرية على صفحته الفايسبوكية انكشاف شخصية مكافح الفساد: "صقر الفساد هوي محمد الشمالي ابن حمد، بعد المراقبة والتحري"، وأنهم ألقوا القبض عليه في "المقصف الغربي. وما رضي يعطيهم موبايلو، وهرب بالسيارة، ودعس رجل واحد، وعلقت الدنيا". ولوحق المشتبه به إلى منزله وأُطلقت عليه النار فأصيبت والدته، كما كتب بعض المستائين من الحادثة على صفحة "صقر الفساد"، معبّرين عن غضبهم من سلوك المهاجمين الذين استفردوا بشخصٍ ضعيفٍ وعائلةٍ فقيرةٍ مثل عائلة محمد شمالي. وذكّر آخرون مطلقي النار بأن المشتبه به شخصٌ أميٌّ يستحيل أن "يفكّ الحرف". ولحظةً بلحظةٍ وقت الشجار كانت تفاصيل ما يحدث تُنقل على صفحة مكافح الفساد متعاقبةً: "قوّسوا أمه وهو لسّا متخبي بالبيت"، و"لهلق ما رضي يعطي موبايله"، و"أخدوه المشايخ على بيت ضرار باكير، ما كان يرضى يحلف". وفي منزل ضرار باكير سوّيت المسألة وتأكد "كبار الضيعة انه مو هو اللي مينشر هالحكي الفاضي"، بحسب ما ورد إلى الصفحة. قبل أن يظهر "صقر الفساد" ساخراً من حماقة خصومه وذاكرتهم الضعيفة، إذ كان الشخص الذي اتهموه هو بطل إحدى حلقاته في مسلسل كشف الحقائق عن فاسدي الربيعة وخونتها. وتمنّى "صقر الفساد" من "خونة الربيعة" أن يقتلوا "محمد شمالي" لأنه "حرامي وخائن وبيّاع ذخيرة متله متلهن". وأسف لأن الرصاص الذي أطلق في الربيعة اليوم لم يقتل أيّ لصٍّ من لصوص الضيعة.
وبالتزامن مع الأخبار المتتالية والتهديدات "بالتقويس والشحط والشبح"، حاول كثيرٌ من المعلقين تهدئة الموقف، وتذكير الأخوة المتقاتلين على الفيسبوك وفي الضيعة أن "سمعة الربيعة صارت بالأرض". وعبّر بعض هؤلاء عن غضبه مما يحدث باللعن والتجديف وشتم الفيسبوك الذي يجعل من الكلمة ناراً قد تحرق الجميع. وبالكفر وبالتوسّل بالربّ، في آنٍ واحدٍ، طولب "صقر الفساد" من قبل بعض أبناء الضيعة المغتربين في دمشق، أو على جبهات القتال في حلب ودير الزور ودرعا، أن يتوقف عن "إشعال الفتنة"، وترك قضية الفاسدين للدولة وللجهات الأمنية غير الغافلة عنهم: "يعني يا صقر مفكّر الدولة نسيانتهن هالكم فاسد؟"، لكنها تؤجّل الحساب العسير إلى الوقت المناسب بعد أن تسحق الإرهابيين، بحسب ما قال عقلاء الفيسبوك الغيارى على سلم ضيعة الربيعة الأهليّ.
وأمام العدد الكبير ممن توسّلوا لـ"صقر الفساد" أن يوقف حلقات مسلسله، بحسب ما كتب، أعلن أنه، و"كرامة للشهدا ولعيون السيد الرئيس"، سيكفّ مؤقتاً عن ملاحقة اللصوص، متوعّداً إياهم بعودةٍ قريبةٍ مع مزيدٍ من حلقات كشف الفساد.