احتفلت وسائل إعلام النظام السوريّ بما أسمته دخول قناة تلاقي كتاب غينيس للأرقام القياسية لأطول برنامجٍ حواريٍّ في العالم. وجاء ذلك بعد بثّ المحطة، المموّلة من رامي مخلوف، لبرنامجٍ مدّته سبعون ساعةً متواصلة، استضافت فيها مذيعتان ضيوفاً عرفوا بمواقفهم المعادية للثورة، من وزن مصطفي الخاني، وسلاف فواخرجي، وعمران الزعبي وزير إعلام النظام، الذي قال: "أنا جاهز بأيّ لحظة لألبس البدلة العسكرية وأدافع عن سوريا بالسلاح"، ثم ليصف برنامج اللغو والثرثرة المتواصلة هذا بالإنجاز الوطنيّ وبالدليل على إجماع السوريين.
كما استضاف البرنامج وزير الكهرباء في حكومة الأسد، عماد خميس، الذي أثار الكثير من التهكم من قبل موالي النظام أنفسهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ. فقد كتب أحدهم على صفحته على الفايس بوك: "يا أخي لمين عاملين هالبرنامج إذا الكهربا أجت بس 10 ساعات بالسبعين ساعة؟". وتساءل شبيحٌ "مرٌّ" آخر: "إنجاز عظيم؟؟ بدل ما يضلو 70 ساعة بث مباشر يروحو يبثو معارك الجيش متل المنار؟"، في إشارةٍ إلى قناة المنار الحزب اللاهية.
وبعد الانتهاء من هذا "الماراثون الوطنيّ" استقبل بشار الأسد طاقم البرنامج لتهنئتهم على "إنجازهم"، في خطوةٍ تكشف تفاهة رأس النظام من جهة، والرغبة والغاية الفعليتين من هكذا فقاعاتٍ إعلاميةٍ، من جهةٍ ثانية.
ولم تكن هذه أولى محاولات النظام للوصول إلى كتاب غينيس، فقد سبقتها بسنواتٍ محاولة صنع أكبر صحن فتة، وأكبر قرص فلافل، وأكبر طبق بقلاوة! ويقول بعض المراقبين إن الغاية من هذه المحاولات هي إيصال رسالةٍ للإعلام العالميّ أن لا شيء يحدث في سوريا، في الوقت الذي تنهال فيه صورايخ النظام وبراميله على أحياء المدن السورية، وتعاني قوّاته المنهكة من ازدياد أعداد قتلاها، فيما يلعب طيران قوّات التحالف فوق رأس السيادة الوطنية.