بروين إبراهيم ومجد نيازي وحزباهما «المعارضان»

مجد نيازي - بروين إبراهيم

مسلية كانت متابعة السيدة مجد نيازي، الأمينة العامة لحزب (سورية الوطن)، عبر بث مباشر على صفحتها الشخصية في موقع فيسبوك من سيارتها المنطلقة نحو طرطوس، برفقة السيدة بروين إبراهيم، وهي أمينة عامة أيضاً لحزب آخر اسمه (الشباب الوطني للعدالة والتنمية).

بدت الأمينتان العامتان، وتابعتاهما الحزبيتان في المقعد الخلفي، في حالة بسط بالسرعة الزائدة، والأغاني التي يصدح بها مكبر الصوت، وبالطريق من دمشق إلى طرطوس، حيث ستفتتح إبراهيم فرعاً رسمياً لحزبها، سيحضره ضيوف شرفيون من فرع البعث، وأفرغ المخابرات وقادة الميليشيات أيضاً بطرطوس.

بعد أيام على رحلة طرطوس الساحلية تشاركت السيدتان مجدداً بأوقات سعيدة، خلال عشاء احتفالي أقامته إبراهيم بمناسبة فوز فريقها الكروي المفضل (الجهاد)، وفي كلمة ألقتها رحبت بزميلتها نيازي أمينة (سوريا الوطن) الحليف، ووعدت بأن يكون الحزبان «داعمين للشباب والرياضيين». 

قد تكون يوميات المرأتين الخمسينيتين -تقريباً- مضللة بعض الشيء، فليست حياتهما سهر ومساحيق وجه وصباغ شعر ولهو فحسب، بل سياسة أيضاً، من منطلق تصنيف نفسيهما وحزبيهما  في خانة المعارضة، وإن كانت مختلفة عن تلك الخشنة التي تريد إسقاط النظام، وحل مخابراته، وإعادة هيكلة جيشه.

في إطلالاتهما على تلفزيونات النظام، بين حين وآخر، تشرح المرأتان أهدافهما السياسية المتمثلة ببقاء بشار الأسد رئيساً لسورية بكامل صلاحياته الحالية، وإلى الأبد، ولأنهما معارضتان فلا بد من ملامة، ومن موقع المحب، لشقيقهما الأكبر حزب البعث. ولا بد أيضاً من اتهام مسؤولين، صغار بالعادة، ودون تسميتهم، بالفساد. وتشكل المنشورات المكتوبة والمصورة على الصفحة الشخصية لكل منهما منطلقات نظرية، وأدبيات للحزبين الصديقين، اللذين تأسسا بعد الثورة، إلى جانب ثمانية أحزاب أخرى، بموجب ترخيص من هيئة شكلتها إدارة أمن الدولة اسمها لجنة الأحزاب.

خلال السنوات الماضية كانت السيدتان بطلات سفيهات في أكثر من مقطع مصور تناقلته الصفحات، تساجلان «سياسيين» آخرين، و«سياسيات» من الفضاء ذاته، وتشكوان التمييز ضدهما لصالح حزب البعث، بالرغم من حاجتهما الماسة إليه في كل «استحقاق حزبي» داخلي لهما، إذ يمدهما البعث -استعارة- بما يلزم من أشخاص يشغلون المقاعد، ويصوتون لتأمين النصاب العددي المطلوب لكل «استحقاق».

قبل الثورة كانت بروين إبراهيم مراسلة لجريدة كويتية، إلى جانب أعمالها في العقارات، مستفيدة من تسهيلات خاصة منحت لها، لتؤسس جمعية سكنية قرب حي مشروع دمر الضاحية الراقية غرب دمشق، وخلف نشاطها كمراسلة وسمسارة عقارات، نجحت إبراهيم بالتقرب من علي مملوك رئيس إدارة أمن الدولة الذي كلفها بمهمات عدة، كان أشهرها خداع عدد من قادة الأحزاب الكردية في محافظة الحسكة، وجلبهم دفعة واحدة إلى دمشق للقاء بشار الأسد، غير أنهم لم يلتقوه، بل التقى بهم مملوك، ووعدهم كذباً بتنازلات صغيرة من طرف النظام، مقابل تنازلات مماثلة أجبروا عليها تحت التهديد.

وأما نيازي، التي كانت، وما زالت، تعرف عن نفسها كفنانة تشكيلية، فكانت تمضي جل وقتها في مطعمها (أوكسجين) بدمشق القديمة، قبل أن تكون بطلة حادثة وقحة طردت فيها السفير الأمريكي آنذاك من المطعم، وبالطبع كان ذلك بإيعاز من المخابرات.

تتطلع المرأتان اليوم للمشاركة في مؤتمر الحوار بمنتجع سوتشي.. تطلع منطقي بلا شك لمؤتمر يعقده الروس.