الهيئة العامة للائتلاف تقرّر مصير جنيف2
والجربا سيقول للروس: إن مصلحتكم ليست مع بشار لأنه انتهى
في منتجـعٍ خاصٍّ بعيـداً عن إسطنبول ستعقد الهيئة العامة للائتلاف اجتماعاً مغلقاً في نهاية هذا الأسبوع. وبحسب أنباء من مصادر مطلعةٍ فإن هذا الاجتماع سيكون بعيداً عن وسائل الإعلام، وستقطع جميع وسائل الاتصالات عن المشاركين، تجنباً لأيّة تسريباتٍ محتملةٍ قد تؤثر على مداولات الاجتماع، كما حصل في مرّاتٍ سابقة. وسيكون جدول الأعمال حول مؤتمر جنيف2 واتخاذ القرار المناسب بالمشاركة في هذا المؤتمر أو مقاطعته، وكذلك انتخاب رئيسٍ جديدٍ للائتلاف أو التجديد لانتخاب الجربا، وهو أبرز المرشحين وزعيم الفريق السعودي في الائتلاف، مع احتمالٍ كبيرٍ بعودة المنافسة على مقعد الرئاسة في هذه الانتخابات مع زعيم التيار المدعوم من قطر مصطفى الصباغ. ولا شك، وبحسب خبراء في شؤون الائتلاف، أن هذه المنافسة ستؤثر على القرار الواجب اتخاذه حول مؤتمر جنيف، إذ ستكون هذه المشاركة ورقةً انتخابيةً لكلا الفريقين وأنصارهما، دون أيّ اهتمامٍ بجدوى المؤتمر نفسه وتأثيراته المحتملة على مصلحة الثورة والشعب السوري. لأن معظم أعضاء الائتلاف يفتقدون إلى الحدّ الأدنى من المسؤولية والنضج، إذ يرغب كل عضوٍ وكل جماعةٍ أن يخرج من هذا الاجتماع وقد أخذ حصةً إضافيةً من المكاسب أو النفوذ داخل الائتلاف الذي يعدّ الممثل السياسيّ الأبرز للثورة السورية. وسيكون لهذا التنافس أثرٌ سيئٌ على موضوع مؤتمر جنيف، وخاصة مع التصريحات والمواقف المتناقضة والمضطربة التي يتخذها بعض الأعضاء، في ظلّ تجاذباتٍ دوليةٍ وضغوطٍ شديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على قادة الائتلاف للمشاركة في جنيف2، ومن دون أيّة ضماناتٍ أو حتى تطميناتٍ بحلٍّ سياسيٍّ يتمخض عنه هذا المؤتمر يلبّي شيئاً من آمال السوريين، على عكس ما صرح به أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، في وقتٍ سابقٍ، عن تأكيداتٍ وضماناتٍ خاصّةٍ برحيل بشار الأسد وعائلته عن السلطة.
ومن جانبٍ آخر، وبعد زيارةٍ إلى الرياض التقى فيها بكلٍّ من الملك السعودي والرئيس الفرنسي، أثناء تواجد الأخير في الرياض؛ أعلن الجربا أنه سيقوم بزيارةٍ إلى موسكو، في حال أعيد انتخابه رئيساً للائتلاف، وسيقول للروس فيها إن بشار انتهى، وأنه سيعمل على "إقناع المسؤولين الروس بأن مصلحتهم هي أن يكونوا مع الشعب السوري وليس مع النظام". وأكد مسؤولو الخارجية الروسية هذه الزيارة دون أيّة إشارةٍ إلى تغيّرٍ محتملٍ في الموقف الروسي، المطابق تماماً للموقف الرسميّ الذي تتخذه حكومة الأسد. وبحسب أنباءٍ مؤكدةٍ، عقد رئيس الائتلاف اجتماعاً مع قطبي هيئة التنسيق حسن عبد العظيم وهيثم مناع، تم التباحث فيه حول إمكانية تشكيل وفدٍ موحّدٍ بين الهيئة والائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف.
وحدّد بشار الأسد الوفد الذي سيمثله بكلٍّ من وليد المعلم وزير خارجيته، وبثينة شعبان المستشارة السياسية له. وكرّرت وسائل إعلام النظام الموقف الذي سيتخذه هذا الوفد من جهة خروج موضوع "بقاء الأسد على رأس النظام" من أيّ نقاشٍ محتملٍ مع الأطراف المشاركة، وإحالة هذا النقاش إلى السوريين. فهم، بحسب هذا الموقف، وحدهم من يقرّر من يحكمهم. مما يشير إلى استمرار تعنّت النظام ورفضه لأي تنازلاتٍ ممكنة. وسخرت جريدة الوطن شبه الرسمية من تخبّط المعارضة السياسية ممثلةً بالائتلاف، وقالت: "إن واشنطن تضع اللوم على مهندس الملف السوري في خارجيتها السفير روبرت فورد، الذي لم ينجح حتى الآن في تشكيل وفد المعارضة". وقدّمت هذه الجريدة تحليلاً لا يخلو من الغرابة حول دور هذا السفير، حين قالت إنه يخادع الإدارة الأمريكية ويحاول خلق العراقيل أمام انعقاد المؤتمر من خلال التلاعب بالمواعيد. وأضافت الصحيفة: هناك ازدواجيةٌ في كلام فورد، وإمكانية أنه يمارس لعبةً مزدوجةً على إدارته بحيث يظهر وكأنه يدعم جنيف2 في حين يقوم بما يمكنه لإخفاق الاجتماع، وذلك بالتنسيق مع لاعبين خارج الإدارة الأميركية ومنهم خليجيون.