القلمون صامدة.. وغوطة دمشق تحطّم الحصار

دير الزور | عدسة كرم | خاص عين المدينة 

القلمون صامدة.. وغوطة دمشق تحطّم الحصار
خسائر فادحةٌ في صفوف قوّات الأسد وميليشيا حزب الله

نجح ثوّار الغوطة الشرقية بريف دمشق في كسر الحصار الخانق الذي أطبقته قوّات الأسد على هذه المنطقة لأشهرٍ عدّة. ففي هجومٍ مباغتٍ شنّته مجموعات اقتحامٍ من كتائب إسلاميّةٍ وبعض تشكيلات الجيش الحرّ على عصابات الأسد والفصائل الشيعية المتحالفة معها، تمكن الثوار من تحرير عدّة قرى دفعة واحدة. ففي الهجوم الأول استغل الثوار الضباب الكثيف ليتقدموا داخل خطوط العدوّ، ولتبدأ المعارك بالسلاح الأبيض، مما تسبب بإرباكٍ كبيرٍ واضطرابٍ في صفوف جنود الأسد وحلفائهم، فسقطت بلدة العبادة وقرى أخرى على أطراف الغوطة سريعاً بيد الثوّار. مما مهّد لإطلاق عملية تحرير العتيبة، التي شكّلت سيطرة الثوار عليها قبل أيامٍ سقوط الحصار عن الغوطة بشكلٍ نهائيّ.

وخلال هذه المعارك ألحقت خسائر فادحةٌ بقوات الأسد وميليشيا حزب الله ولواء أبو الفضل العبّاس، إذ سقط المئات منهم قتلى واستسلم آخرون. هذا ما أكّدته الأخبار القليلة المتسرّبة مع الصور لقتلى وأسرى من عناصر حزب الله،

الذي لم تتوقف وسائل إعلامه عن بثّ نعوات جنوده خلال الأسبوع الماضي. وقدّرت بعض المصادر المستقلة أعداد القتلى اللبنانيين بأكثر من 100 سقطوا في معارك الغوطة وحدها.
وكشفت معارك الغوطة عن السهولة النسبيّة لإعادة تحرير المناطق التي تحتلها قوات الأسد، بشرط التخطيط الجيّد والإخلاص في العمل والتنسيق والتنظيم في صفوف الثوار. وكذلك كشفت هذه المعارك عن أهمية التكتم الإعلامي على يحدث أثناءها، مما يحرم مخابرات العدوّ من مصادر معلوماتٍ مجانيّةٍ يتيحها الناشطون بحسن نيةٍ وتسرّعٍ وقلة اعتبارٍ لضرورات الأعمال العسكرية.
وفي معارك القلمون تمكنت قوات الأسد من إعادة احتلال بلدة دير عطية بعد تحريرها بأيامٍ قليلة، لترتكب أثناء ذلك جرائم عديدةً منها عمليات إعدامٍ جماعيةٍ بحقّ المدنيّين الذين حاولوا الخروج من البلدة. وفي مدينة النبك المجاورة فشلت محاولات النظام المتكررة لإعادة احتلال المدينة، في وجه صمودٍ كبيرٍ من طرف المدافعين عنها.
وفي حلب تمكن الثوار من إفشال الهجوم الكبير الذي شنّته قوات الأسد في محاور عدّةٍ من الريف الجنوبيّ والشرقيّ، لتبدأ هجماتهم لاستعادة المناطق التي أخضعها النظام، محرزين تقدماً ملحوظاً على الجبهات. ففي محيط اللواء 80 تقدم مقاتلو الجبهة الإسلامية باتجاه تلة الشيخ يوسف ذات الموقع الاستراتيجي الكبير، بعد أن حرّروا عدة مباني في محيط تلك التلة، وألحقوا بهم خسائر بشريةً كبيرةً قدّرت بأكثر من خمسين جندياً. وما تزال الاشتباكات مستمرّةً في منطقة النقارين ومحيط مبنى المواصلات.وفي سياقٍ متصلٍ استمرّت الغارات الجويّة على مناطق الريف الشرقي، وخاصة على مدينة الباب، موقعةً مجازر متتالية راح ضحيتها أكثر من 80 شهيداً، كان آخرها استهداف سوقٍ مزدحمٍ في وسط المدينة.
أما في دير الزور فبقيت الجبهات داخل المدينة وحول مطارها العسكري على حالها، بهدوءٍ نسبيٍّ تتخلله بعض الاشتباكات القصيرة. واستمرّت كذلك عمليات القصــف الجويّ والمدفعيّ على المناطق المحرّرة، مع تركيزٍ كبيرٍ على محيط المطــار وقرية المريعيّة القريبة منه، وكذلك الجسر الكبير على نهر الفرات شمال مدينة دير الزور، والذي استهدف بصواريخ الطائرات الحربية عدّة
مرّاتٍ خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي محافظة الرقــــة أحــــرزت الكتائب الإسلامية تقدماً ملحوظاً داخل الفرقــة 17، لتردّ قوّات الأســـد بإطــلاق صاروخي سكــود سقطا في وسط المدينة مخلفين دماراً هائلاً في المباني، مع ارتقاء عشرات الشهداء.
وتمكن الثوار من تحرير عدّة قرى في ريف حماه الشرقيّ، في معركةٍ أطلقـــوا عليـــها اسم معركة "قادمون".
واستــــــمرّت عملــــيات اســتهداف حواجز الأسد العسكرية في كلٍّ من درعـا والقنيطرة.