هناك شخصٌ، ناشطٌ أقصى النشاط في كتابة قصائد عموديةٍ محطّمةٍ تمجّد الأمة العربية والجيش السوريّ وبشار الأسد، يُدعى منير عباس. يقدم عباس نفسه، قبل كل خمسة أسطرٍ يكتبها، بالعبارة التالية: "الشاعر والروائيّ المحامي منير عباس رئيس تحرير مجلة البيرق المقاوم". ويعرّف نفسه في صفحته الشخصية على الفيسبوك بأنه يعمل "سفيراً للكلمة في بلاد المهجر"، بالرغم من إقامته الدائمة في مدينة حمص. يحاول عباس أن ينتشر بكل ما استطاع من وسائل، مستثمراً كافة التطبيقات التي تتيحها شبكة الإنترنت، ووفق ما تتيحه إمكانات التعلم لديه. فقد تجاوز الرجل الخمسين من العمر بسنواتٍ، ولا ينفع التصابي بعد أن ذهب الصبا. وعلى الشاعر الكهل أن يلقي قصائده العمودية بوقارٍ، بربطة عنقٍ ولباسٍ رسميّ. وهذا ما يفعله عباس حين يظهر في قناته الخاصة على اليوتيوب، مقلداً طريقة الجواهري في الإلقاء من دون أن ينجح في ذلك. ولا ينجح أيضاً في تقليد الأدباء كبار السن، حين يزعمون حرصهم على المواهب الشابة وتشجيعها. فعباس،
الذي منح نفسه الدكتوراه الفخرية من هيئةٍ وهميةٍ هي المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني، يفتتح بيان رؤية مجلته البيرق المقاوم بالقول: "لثقتنا بصوابيَّة ما قالهُ الشاعر العربيّ الشّاب طارق العباس: "فما سلبتهُ أثلامُ الخناجِرِ لن يعودَ سوى بأثلامِ الخناجِر". علماً أن الشاعر العربيّ الشاب هو ابن الشاعر المقاوم، وناشطٌ هو الآخر مثل أبيه!
لا يمكن أن يشــــعر المــــتفرج على عــباس إلا بالــــــشفقة، ولا يمكن أن يوصف هذا المقاوم إلا بالجنون...