التمييز بين قتلى العصابة

القتيل حسن حسن

حسن حسن (30 عاماً) قتيلٌ من جنود الأسد، من ريف اللاذقية، ويقطن ذووه في حي المنتزه بالمدينة نفسها. هربت المجموعة التي كانت معه لتترك جثته في العراء. ومنذ سبعة أشهر ترفض السلطات الأسديّة الاعتراف به "شهيداً"، لكن ذويه يريدون ذلك كي يحصلوا على التعويض المالي. والتعويض موضوعٌ محبّبٌ في أحاديث مجتمعات الشبّيحة، وخاصةً مع وجود هامشٍ كبيرٍ للوساطة والسمسرة في زيادة مبلغه. وبما أن هذا الأمر محصورٌ بجمهور الشبّيحة فقط، فهناك مظلومون منهم، ولا يمكن لهؤلاء أن يستوعبوا حقيقة أن "قطاعهم العام"، الذي استباحوه قبلاً بالسرقة والنهب والتوظيف، يمكن أن يحرمهم من شيءٍ هو بالنسبة اليهم حق. وهذا حال ذوو حسن، الذي تكتب شقيقته عبير، وهي موظفةٌ حكومية، على صفحتها الشخصية في موقع الفيسبوك، مخاطبةً إياه في رسالةٍ عاطفيةٍ في شكلها، متسوّلةٍ وحاقدةٍ في مضمونها: حتى بالشهادة خيار وفقوس....

أول شغلة يا خيي أنو حكومتنا الكريمة وبعد سبع شهور تقريباً من استشهادك ما عطتنا وثيقة شهيد، وهاد أبسط حقوقك. رغم بعرف ناس خلال شهر وشهرين حصلت على هالوثيقة.
تاني شغلة دولتنا قالت بيحقّ لشخص من أسر الشهدا وظيفة، ولحد هلق ما حدا عنّا توظف متل كتار غيرنا. رغم بعرف ناس خلال شهر بتكون موظفة. ودايماً حجّتهم ما في وثيقة رسمية بأنك شهيد.

ولدا القتيل محي الدين |

ولدا القتيل محي الدين | "شبكة أخبار المزة"

تالت شغلة خيّك محمد انطلب احتياط، وأنت بتعرف نبيل احتياط، وحاولنا نعفيه وما مشي الحال لأن ما عنّا وثيقة تثبت أنك شهيد. رغم بعرف ناس وضعها متل محمد المعيل الوحيد وانعفت، وناس ما عندها أي عذر وانعفت كمان. شو بدي أحكي لأحكي!
وفي قصةٍ أخرى أوردتها "شبكة أخبار المزّة 86 نيوز"، مع صورةٍ لطفلين يعملان في البناء، قالت الشبكة إن هذين الطفلين هما ولدا "الشهيد محيي الدين فرج" من دير شميل في مصياف، وإن عدم الاعتراف الرسمي بوالدهما، الذي قتل في خناصر منذ أشهرٍ عدّة، شهيداً، قد حرم عائلته من التعويض، ودفع بطفليه - صالح ومحمد - إلى العمل في مهنة البناء الشاقة لتأمين لقمة العيش. وشنّت الشبكة هجوماً على بعض الوزراء، واتهمتهم بأنهم مشغولون بإخراج المدنيين الإرهابيين من المعضمية وداريّا ويهملون أيتام الشهداء. ويبدو أن هذه القصة، التي

تناقلتها صفحاتٌ عدّة، لم تعجب "شبكة مصياف الأسد"، التي اتهمت شبكة المزة بإثارة الفتنة والبلبلة والمتاجرة بمشاعر الناس وبيع الوطنيات والإساءة لثقافة الشهادة. ونفت "مصياف الأسد" أن يكون الشخص المذكور من أبناء دير شميل، وقالت بأنه يجب احترام الكتب الرسمية التي تعترف بالشهداء، وعدم الالتفات إلى ثرثرة النسوة. وأضافت أن أدمن صفحة المزّة ليس خبيراً قانونياً ليسمّي أي مفقودٍ شهيداً.