الائتلاف الوطني السوري المعارض.. لماذا استقال الخطيب مرتين؟.. ولماذا خلفـه صبرا؟.. لماذا يصرخ اللبواني؟

حراك ائتلافي...

اقتصرت الحركة السياسية التي مارسها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال الأيام الماضية على إيجاز المشكلات الشخصية، وفتح الباب أمام إمكانيات الانشقاق بعد تراشق الاتهامات وتوزيع شهادات الوطنية والتخوين بين الأعضاء.
الأبرز كان ما صرح به كمال اللبواني بضرورة اعتقال معاذ الخطيب ومحاكمته هو ومن سماهم "الطابور الخامس" بتهمة توهين الشعور القومي وإيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية خلال الحرب.
فالخطيب، بحسب اللبواني، لا يزال على اتصال مع شخصيات من نظام الأسد مثل أنس الكزبري ومحمد حمشو وراتب الشلاح، وذلك بالتآمر مع عدد من أعضاء الائتلاف، كما أن الخطيب قدم استقالته للدول الغربية وليس للإئتلاف.
والخطيب من جانبه يرد بالقول: «لم أستقل ثم أرجع ثم أستقل. فقط استقلت مرة واحدة لم يتفضل الإخوة في الائتلاف حتى بمناقشتها». ويرد الخطيب بذلك على ما زعمته الخارجية الأمريكية، حسب قوله، أنه سيبقى إلى نهاية فترته الانتخابية، إضافة إلى أن هذه الاستقالة نابعة من مشكلات كثيرة تتعلق بالائتلاف نفسه لم يذكرها.
بينما كانت شخصية جورج صبرا، البديل المؤقت، هي الأقرب إلى التوافقية حسب محللين، "التوافقية هي اتفاق تيارات المعارضة فيما بينها حول شخص، وهي تختلف عن الجدوى والمؤهلات".
برهان غليون، عضو الائتلاف ورئيس المجلس الوطني سابقاً، يرى أن هناك ضغوطاً متقاطعة يتعرض لها من يتسلم موقع المسؤولية في القضية السورية، من خارج الإئتلاف ومن داخله على السواء، بسبب الشللية التي تحكم عمل المعارضين السوريين، والتي تدفع كل فريق إلى شد البساط نحوه، غير عابىء بأية مصلحة عامة، ويفتقر لروح المسؤولية، بل لأي مفهوم للعمل العام.

 

مفهوم ائتلافي...

ليس لأنهم يسكنون الفنادق، أو يستحلون الدرجات الأولى في أرقى شركات النقل الجوي العالمي، أو حتى يفضلون الكافيار على الموائد، هي تفاصيل قد تسهل المبالغة بها... والمشكلة في كونهم منقسمين بين ثلاث عقليات، عقلية مسكونة بطفولية تصدّر شاشات التلفزة، وأخرى مراهقة في العمل السياسي، وثالثة انتقامية من كل شيء، النظام وسواه، وقد تبدو كلاسيكية الرؤية والتوجه ولا تخلو من رواسب سوفييتية شمولية الرؤية وحب السيطرة.
هم ائتلاف ومجالس وتيارات تتصدر الواجهة السياسية للحالة السورية وليس للثورة، متسولون أحياناً وطنيون خطابياً، يركضون لاهثين وراء الشارع ومتطلباته خاضعين للافتاته دون أن يجهد أحدهم نفسه في صياغة هذه اللافتات أو التدخل في البنية المجتمعية التي صاغت وقالت وثارت وحملت بندقية.
لم يحمل أحدهم هم حل تفاصيل المشلكة اليومية، هم دائماً يسعون إلى الحل المنهجي دون أية نتيجة تذكر... ينهض اللبواني من سبات أشهر ليشتم الخطيب ويتهمه، ويعزز جورج صبرا من حالة التصاق الائتلاف في الشارع، ويتعفف الإخوان المسلمون عن أخذ زمام المبادرة لقيادة حالة سياسية ما.. هم لن يترشحوا بعد النظام لقيادة العمل السياسي.... بينما لم يلتفت أحدهم لاستغاثات حقيقية وبالمعنى الكامل وخارج الإطار العاطفي والتي تنادي مثلاً بحل مشكلة غسيل الكلى في المنطقة الشرقية، أو انتشار اللاشمانيا في الشمال والشرق، أو توقف المطاحن في الجنوب، هي تفاصيل تندرج خلف لائحة السعي السياسي العام الذي يقودونه في الخارج، هذا السعي الأقرب إلى صيغة التسول..
باستطاعة أي منهم الحديث ساعة كاملة على فضائية ما عن مدى الارهاب الذي يتعرض له الشعب في الداخل، ويمكنهم اكتشاف ملايين الجرائم التاريخية لنظام الأسد، أحدهم يتقن فن تجريم النظام قانونياً، وآخر فن الشتيمة، وغيره السخرية، وكلهم فن التسول، وفي يمينهم صورة طفل سوري معذب في أحد المخيمات أو في المدن المنكوبة وكـأن الغرب أم هذا الطفل التي ترتجي خلاصه.لم ترث تيارات المعارضة السورية، المجتمعة ضمن إطار الائتلاف أو المجلس أو ما شابه، من الشعب السوري تصميمه وقدراته الذهنية العالية على فهم الواقع وشجاعته في مواجهة المصيبة، بقدر ما ورثت عن النظام السوري الغباء والتعنت والانفصال عن الواقع.
هي ليست ابنة شرعية للنظام انما هي ابنة جريمة النظام التاريخية التي لا ذنب للشعب الثائر بتحمل ثقالتها ورطوبتها وفظاظتها وغبائها.