ما معنى جنيف2؟!!
لا يستطيع النــظام الســــوري أن يقبل من الثوّار بأقلّ من الاستسلام! كان منطلق هذا الكلام في البداية هو عنجهية هذا النظام وغطرسته وتعنّت رأسه وبعض رموزه، ولكنّه أصبح الآن «حقيقةً موضوعيّةً» تأسره قبل غيره، بعد أن تورّط حتى أخمص قاعدته «الشعبيّة» في الدم والتدمير، وأصبح غير قادرٍ على الوقوف أمام المساءلة، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، لأنها ستطال حكماً عدداً أكبر بكثيرٍ جداً من العدد الذي يجري تداوله في كواليس السياسة، حين يتمّ اقتراح أن يُستثنى بشار الأسد وعددٌ من كبار قادته (150 ـ 500) من المساءلة، ويغادروا إلى خارج البلاد.
هذه حلولٌ من خارج واقع الحال السوري، وهي «مستوردةٌ» من تواريخ النزاعات في كتب السياسة والتفاوض حولها. ومن هنا فإنه ليس من المهمّ الآن إن كنت تميل إلى الحلول السياسيّة وحقن الدم السوري، أم كنت من الذين لا يوافقون على الجلوس إلى طاولةٍ واحدةٍ مع قاتل الأطفال ومستخدم الكيماوي... إلخ، المهم أن النظام نفسه لن يستطيع أن يقبل بتسليم بعض أوراقه، لأنها ستؤدّي إلى انهيارٍ شاملٍ لبنيانه، لن يوفّر أحداً من فاعليه من المحاسبة والعقاب.
ومن هنا فلا خيار أمام المجرم، الذي تضيق عليه الدائرة، سوى تصعيد حربه حتى حدود التجويع، في حمص وأجزاء من دمشق وغوطتها وأريافها، كالمعضّميّة. ولا خيار أمامنا سوى التقدّم العسكريّ، الذي شهدنا ملامح له في الأيام الماضية في أكثر من مكان.