سورية.. المعادلة السوريالية
يقف الرادع السياسي الدبلوماسي وحيداً في وجه النظام السوري، فترتجف يداه دون أن يبث كل ما يملكه من سموم كيماوية وسع الخارطة، فيرمي قليلاً هنا وهناك .... رادع سياسي فحسب، ويكتفي جنوده وكتائبه بإحصاء ما بين المئة والمئتي ضحية يومياً، ويحتسب القائمون على إطلاق صاروخ السكود نتائج إطلاقهم الصباحي، فإن كان الدمار كافياً نسبياً وفق جداول الجريمة الأسدية فلا داعي لرمي ثاني أو ثالث وإلا فلا مشلكة من التكرار، مادامت المواقف الدولية ,لاتتجاوز الالم والقلق والتحذير من استخدام الاسلحة المحظورة, وتتجاهل أن الأسلحة الأسدية الأخرى دمرت الدولة السورية وشردت نصف سكانها واورثتها نصف مليون حالة ثأر.
وأمام هذا الرادع السياسي، تطالَب الكتائب الحرّة باستخدام أسلحة ذكية قادرة على إجراء عمليات رياضية تقنص الضباط الكبار فحسب في مكاتبهم والابتعاد عن عن أذية المدنيين ولو بغير قصد.... هو رادع إنساني لاضير في ذلك.. رادع أثبتت تجربة الجيش الحر حضوره كأولوية وحالة عامة واختراقه كاستثناء أو خطأ.
وهي الضحية ما زالت مطالبة بضمانات تفتقد الصيغة الواضحة ,ويأخذ الجزار وقتاً كافياً ليمعن في تقطيع الضحية، وتستطيع طائرات الاسد ان تحقق معادلة القتل ضمن حدود إرضاء الخارج، كيف لا ما دامت الأسلحة الكيماوية وصواريخ السكود والبراميل حين تستهدف النساء والأطفال وتهجر مناطق بأكملها، لا تستهدف السلم الأهلي ووحدة الجغرافية...
وريثما يتحقق ما يوازي بين الروادع السياسية والأخلاقية لاضير بأن تكون البلاد مادة للأفلام الوثائقية ، والأفراد أرقام على جداول منظمات الإغاثة ولوائح النازحين لتتمكن بعض الدول المضيفة من استخدام صور المخيمات اللانهائية ودموع الأطفال على الشاشات كمبررات للتسول وتحسين اقتصادهــــا.